متابعة- بتول ضوا
في السنوات الأخيرة، أصبحت القيلولة الطويلة موضوعًا مثيرًا للجدل في الأوساط الطبية والعلمية. بينما يعتبرها الكثيرون وسيلة مثالية لاستعادة النشاط والحيوية، تشير دراسات حديثة إلى أن القيلولة الطويلة قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. فما هي الحقيقة وراء هذه العلاقة؟ وهل يجب علينا تجنب القيلولة الطويلة للحفاظ على صحتنا؟
ما هي القيلولة الطويلة؟
القيلولة الطويلة عادة ما تُعرف بأنها النوم لفترة تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات خلال النهار. على عكس القيلولة القصيرة التي لا تتجاوز 20-30 دقيقة، والتي تعتبر مفيدة لتعزيز التركيز وتحسين المزاج، فإن القيلولة الطويلة قد تؤدي إلى شعور بالخمول والتعب بعد الاستيقاظ.
العلاقة بين القيلولة الطويلة والسكتة الدماغية
أظهرت عدة دراسات أن هناك ارتباطًا بين القيلولة الطويلة وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وفقًا لبحث نشر في مجلة Neurology، فإن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة طويلة بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بمن لا يأخذون قيلولة أو يأخذون قيلولة قصيرة.
ويعتقد الباحثون أن السبب وراء هذه العلاقة قد يكون مرتبطًا باضطرابات النوم الكامنة. فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل انقطاع النفس النومي أو الأرق قد يلجأون إلى القيلولة الطويلة كتعويض عن قلة النوم ليلاً. هذه الاضطرابات نفسها تعتبر عوامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية.
نصائح لتجنب المخاطر الصحية للقيلولة الطويلة
إذا كنت من محبي القيلولة الطويلة، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تقليل المخاطر الصحية المحتملة:
1. قلل من مدة القيلولة: حاول ألا تتجاوز القيلولة 30 دقيقة. القيلولة القصيرة تعتبر أكثر فائدة ولا تؤدي إلى الشعور بالخمول.
2. تحقق من جودة نومك ليلاً: إذا كنت تشعر بالحاجة إلى قيلولة طويلة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم ليلاً. حاول تحسين عادات نومك من خلال النوم في وقت محدد وتجنب المشتتات قبل النوم.
3. استشر طبيبًا إذا لزم الأمر: إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم مثل الشخير أو انقطاع النفس، فمن المهم استشارة طبيب متخصص لتقييم حالتك وعلاج أي اضطرابات نوم محتملة.
الخلاصة
في حين أن القيلولة القصيرة يمكن أن تكون مفيدة للصحة، فإن القيلولة الطويلة قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة إذا كانت ناتجة عن اضطرابات نوم كامنة. لذلك، من المهم الانتباه إلى مدة القيلولة وتحسين عادات النوم بشكل عام للحفاظ على صحة القلب والدماغ