متابعة: نازك عيسى
جميعنا مررنا بتجربة الاستيقاظ من حلم جميل بسبب رنين المنبه، حيث ينتهي الحلم فجأة ويحل وقت الاستيقاظ. كثير من الأشخاص، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، يلاحظون أنهم يشعرون بمزيد من اليقظة عندما يستيقظون بشكل طبيعي مقارنة إذا أيقظهم المنبه أو شخص آخر، مثل أحد الوالدين. فما السبب وراء ذلك؟
يعود السبب في شعورنا باليقظة بشكل أكبر عند الاستيقاظ طبيعيًا إلى دورات النوم التي يمر بها الجسم.
دورة النوم تتكون من أربع مراحل. إحدى هذه المراحل تُسمى “نوم حركة العين السريعة” (REM)، بينما المراحل الثلاثة الأخرى تسبقها وتبدأ بحالة الغفو، يليها مراحل أعمق من النوم. المراحل الثانية والثالثة تكون أعمق من المرحلة الأولى، ثم بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، يدخل الشخص في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM).
في نهاية مرحلة REM، يصبح النوم أخف ويبدأ الشخص في الحلم. وبعد بضع دقائق، يعود الجسم مرة أخرى إلى مرحلة REM. هذه الدورات تتكرر طوال الليل، حيث يمر معظم الناس بين 4 إلى 6 دورات نوم.
لهذا السبب، من المهم الحصول على قسط كافٍ من النوم لكي يحصل الجسم على وقت كافٍ من النوم العميق (غير REM) ونوم حركة العين السريعة (REM)، حيث يعد كل منهما مهمًا للصحة الجسدية والعقلية.
حركة العين
يعرف الباحثون نوع النوم الذي يمر به الشخص في مختبرات النوم من خلال قياس نشاط المخ وحركات العين وتوتر العضلات، مثل عضلات الذقن. يتم قياس ذلك باستخدام أجهزة استشعار تسمى “الأقطاب الكهربائية”، التي تُوضع على فروة الرأس وحول العينين وعلى الذقن، لالتقاط نشاط المخ.
عندما نكون مستيقظين، يكون النشاط الكهربائي في الدماغ سريعًا ويظهر في شكل موجات منخفضة السعة. أما أثناء النوم، فتصبح الموجات أبطأ وأعلى سعة. في المرحلة الثالثة من النوم، والتي هي جزء من نوم حركة العين غير السريعة (NREM)، تكون الموجات الأبطأ والأعلى مقارنة بجميع مراحل النوم الأخرى.
أما في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، فتكون الموجات الكهربائية في الدماغ منخفضة السعة وسريعة نسبيًا، وتتزامن مع حركات سريعة للعين.
يحتاج الجسم إلى كل من نوعي النوم، حركة العين غير السريعة (NREM) وحركة العين السريعة (REM)، من أجل صحة الدماغ، حيث يُمكّن هذا النوم الدماغ من التعلم والتذكر بشكل أفضل.