متابعة – علي معلا:
وجد علاقة وثيقة بين الإفراط في تناول الطعام والشعور الدائم بالأرق، إذ يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم على الشهية وخيارات الطعام، مما يزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام واستهلاك الأطعمة غير الصحية، ويمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الطعام على النوم أيضاً.
وسوف نستعرض في هذا المقال العلاقة بين الإفراط في تناول الطعام والشعور بالأرق، وبعض النصائح الهامة لتحسين جودة النوم.
هل قلة النوم تسبب الإفراط في الأكل؟
وجدت الدراسات البحثية أن النوم غير الكافي يزيد من الإفراط في تناول الطعام وخيارات الطعام غير الصحية، تعتبر اضطرابات إنتاج الهرمونات الطبيعية عاملاً دافعًا وراء الحرمان من النوم مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، يلعب النوم دوراً حيوياً في تنظيم مستويات الهرمونات، بما في ذلك هرمونات اللبتين والجريلين، وهي جزء لا يتجزأ من الجوع والشهية.
يرتبط الجريلين ارتباطاً وثيقاً بالجوع بينما يرتبط هرمون اللبتين بالشعور بالشبع، وُجد أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الجريلين وانخفاض مستويات هرمون اللبتين مما يؤدي إلى زيادة الجوع والشهية، هذا يزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام، خاصة وأن المزيد من الاستيقاظ يوفر فرصًا متزايدة لتناول الطعام.
ويؤثر النوم غير الكافي أيضاً على أجزاء الدماغ التي تحدد طريقة تفكيرنا في الطعام، في الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم، تم تعزيز نشاط الدماغ في المناطق التي تشارك في رؤية الطعام كمكافأة إيجابية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لتناول الكثير من الطعام.
كيف يؤثر الإفراط في تناول الطعام على النوم؟
الإفراط في الأكل يمكن أن يتعارض مع النوم الطبيعي، بعد تناول وجبة كبيرة يتعين على الجسم تكريس الطاقة لعملية الهضم والتي عادة ما تستغرق عدة ساعات، لكن الهضم عادة ما يتباطأ أثناء النوم، مما يضع عملية النوم الطبيعية للجسم على خلاف مع احتياجات المعدة لعملية الهضم، قد يفسر هذا سبب اكتشاف الدراسات زيادة اضطرابات النوم بعد الأكل قرب موعد النوم.
ووجدت الأبحاث ارتباطاً بين تناول كميات أكبر من السعرات الحرارية والدهون وقلة النوم، قد تتفاقم آثار الإفراط في الأكل على النوم بسبب الإفراط في تناول أنواع معينة من الأطعمة، على سبيل المثال، ترتبط الوجبات التي تحتوي على نسبة منخفضة من الألياف وكميات عالية من السكر والدهون المشبعة بالنوم المتقطع.
ويمكن أن يسبب الإفراط في تناول الطعام الشعور بعدم الراحة، والذي يمكن أن يكون عائقاً أمام النوم، إلى جانب جعل الشخص يشعر بالشبع الشديد، قد تؤدي الوجبات الكبيرة إلى حدوث ارتداد الحمض وتفاقمه، مما يؤدي إلى صعوبة الحصول على نوم جيد بسبب حرقة المعدة، قد تكون الحموضة المعوية أكثر احتمالا إذا كان الإفراط في تناول الطعام يتضمن أطعمة معينة مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة الدهنية والشوكولاتة، والتي يمكن أن تسبب عسر الهضم، يمكن أن تؤدي الوجبات الكبيرة التي تحتوي على أطعمة معينة إلى اضطراب النوم عن طريق زيادة درجة حرارة الجسم، وهو ما يتعارض مع عملية تبريد الجسم المعتادة أثناء النوم.