متابعة : رهف عمار
تؤدي بعض أورام الرئة إلى تصنيع الجسم لمواد كيميائية شبيهة بالهرمونات، والتي يتسبب أحدها في دفع المزيد من الدم والسوائل إلى الأنسجة الموجودة في أطراف الأصابع، بحيث تبدو أكثر سمكًا أو أكبر من المعتاد. ويبدو الجلد بجوار الأظافر لامعًا، أو قد تنحني الأظافر أكثر من المعتاد عندما يتم النظر إليها من الجانب. وعلى الرغم من أن الأصابع ليست من الأعراض الشائعة، إلا أنها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسرطان الرئة، إذ أن حوالي 80% من مرضى سرطان الرئة يعانون من تورم وانتفاخ الأصابع.
حيث يعاني حوالي 20% من مرضى السرطان من ارتفاع مستويات الكالسيوم، وهي حالة تسمى فرط كالسيوم الدم، والتي يمكن أن تتسبب في آلام بالبطن مع شعور بالغثيان أو الإمساك وفقدان الشهية والشعور بالعطش الشديد. وتؤدي الإصابة بالسرطان إلى إفراز مادة كيميائية أخرى شبيهة بالهرمونات، التي تصنعها بعض الأورام، إلى تلف الكليتين، مسببة التقلصات والغثيان.
وفي دراسة دنماركية، كانت احتمالات تشخيص الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة أعلى بالنسبة للأشخاص، الذين كانوا يعانون قبل عام من مشكلات نفسانية تتراوح ما بين التوتر والاكتئاب والخرف. ويحتمل أن يكون نتيجة لكيفية تأثير السرطان على جهاز المناعة أو الهرمونات، أو أنه يمكن أن ينتشر إلى الدماغ. يمكن أن تسبب مستويات الكالسيوم العالية المرتبطة بالسرطان أيضًا الارتباك والتفكير المشوش والاكتئاب.
ينتشر ورم البانكوست، هو نوع من سرطان الرئة ينمو في الجزء العلوي من الرئة، إلى الضلوع وفقرات في العمود الفقري والأعصاب والأوعية الدموية. بسبب مكان نمو هذه الأورام، نادرًا ما تؤثر على الجهاز التنفسي. ومن المرجح أن تتسبب في آلام الكتف وأعلى الظهر والذراع.
كما يعد انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، أو فقر الدم، أحد الآثار الشائعة للغاية لسرطان الرئة. يمكن أن يجعل فقر الدم المريض متعبًا لأن أنسجة جسمه لا تحصل على كمية كافية من الأكسجين. وبصفة عامة، تتغذى الخلايا السرطانية أن تتغذى على العناصر الغذائية التي تحتاجها لتوليد الطاقة خلال يوم واحد، مما يؤدي إلى تأرجح الحالة البدنية للمريض.
تخبر سرطانات الرئة ذات الخلايا الصغيرة جهاز المناعة بمهاجمة الجهاز العصبي، مما قد يؤثر بدوره على كيفية عمل العضلات. ويكون من الصعب الوقوف من وضع الجلوس، أو ربما يشعر المريض بعدم الاستقرار. وربما يصاب بالدوار نتيجة للمعاناة من فقر الدم أو بسبب ضيق في الوريد الأجوف العلوي، الوريد الكبير الذي ينقل الدم من الرأس إلى القلب، إذا كان الورم في الرئة اليمنى العلوية.
يصاب بعض الأشخاص المصابين بسرطان الرئة صغير الخلايا بمتلازمة كوشينغ، حيث تقوم خلايا السرطان في الجسم بإنتاج هرمون يسمى ACTH، مما يرفع مستوى هرمون الكورتيزول. هذا يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة الوزن، ويصاحب تلك الحالة الإصابة بكدمات بسهولة وشعور بالنعاس أيضًا.
من ناحية أخرى، فإن فرط كالسيوم الدم وSIADH، وهي المشكلة الهرمونية التي تؤثر على الكليتين، يؤديان إلى فقد المريض للشهية، لذلك يمكن أن يبدأ في فقد الوزن بدون سبب واضح.
ويمكن أن تؤثر أورام سرطان البانكوست أيضًا على أعصاب العينين وجزء من الوجه، فيما يسمى متلازمة هورنر. تشمل الأعراض وجود حدقة أصغر حجما في إحدى العينين مع جفن متدلٍ، بالإضافة إلى فقدان القدرة على التعرق بنفس الجانب من الوجه. ويمكن أن يظهر سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة الذي يثير الجهاز المناعي ضد الجهاز العصبي على أنه مشكلة في الرؤية.
من النادر أن يكون سرطان الرئة سبب الإصابة بتورم الثديين لدى الرجال، لكن لا يمكن استبعاده بشكل تام. يمكن لسرطان الرئة كبير الخلايا أن يصيب المريض بخلل في توازن الهرمونات ويسبب إيلامًا وتورمًا في أنسجة الثدي لدى الذكور.
يمكن للورم بحسب موقعه أن يضغط على الوريد الأجوف العلوي، مما يصعب مرور الدم عبره وبالتالي يؤدي إلى المعاناة من الصداع. يمكن أن تشمل الأعراض الإصابة بحالات إغماء، كما تتسبب مستويات الكالسيوم المرتفعة في الإصابة بنوبات صداع متقطعة. لذا يجب المبادرة بإجراء الفحوصات اللازمة عن ملاحظة أي حالات صداع جديدة غير معتادة أو أنماط متغيرة لنوبات الصداع.
يمكن أن يتسبب كل من فرط كالسيوم الدم وفقر الدم في ظهور أعراض مثل سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها. إذا كانت مشاكل القلب ناتجة عن فرط كالسيوم الدم، فمن المحتمل أن تكون شديدة، وربما يصاب مريض سرطان الرئة بنوبة قلبية أو يدخل في غيبوبة. ويمكن أن يسبب فقر الدم الشديد أيضًا آلامًا في الصدر وضيقًا في التنفس.