متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة علمية حديثة عن نوع من البكتيريا أطلق عليها العلماء اسم “كونان المدمر”، وذلك بسبب قدرتها الفائقة على البقاء على قيد الحياة في أقسى الظروف، بما في ذلك تحمّل إشعاعات تفوق تلك التي تقتل البشر بـ 28 ألف مرة.
تعود قدرة هذه البكتيريا الاستثنائية إلى مضادات الأكسدة التي تحتوي عليها، ما يمنح العلماء أملًا في استخدامها لحماية صحة البشر، سواء على كوكب الأرض أو خلال استكشاف الفضاء في المستقبل.
يتكوّن مضاد الأكسدة في بكتيريا “كونان المدمر” من مجموعة من الجزيئات الصغيرة تُسمى “المستقلبات”، والتي تشمل المنغنيز، الفوسفات، وجزيئات صغيرة من الأحماض الأمينية. عند اجتماع هذه الجزيئات معًا، تُظهر قدرة حماية استثنائية ضد الإشعاع، تتفوق على تأثير المنغنيز والفوسفات بمفردهما في مواجهة الانصهار الإشعاعي.
أوضح البروفسور بريان هوفمان، المؤلف المشارك في الدراسة، أن نتائج هذه الأبحاث قد تُستخدم لحماية رواد الفضاء من الجرعات العالية من الإشعاع الكوني أثناء مهماتهم في الفضاء السحيق مستقبلاً. وأضاف قائلاً: “لطالما كان معروفًا أن أيونات المنغنيز والفوسفات معًا تشكل مضادات أكسدة قوية، لكن اكتشاف وجود مكوّن ثالث معها يعد إنجازًا كبيرًا”.
وأشار هوفمان إلى أن اكتشاف بكتيريا “كونان المدمر” دفعه هو وفريقه العلمي في كلية واينبرغ بجامعة نورث وسترن إلى التعمق في دراستها لفهم سر فعالية هذا المزيج الفريد.
في تقرير صدر في أكتوبر 2022، تحدث أستاذ علم الأمراض البريطاني ميكايلي دالي عن بكتيريا تتمتع بقدرة استثنائية على البقاء، مرجحًا أنها قد تكون موجودة على سطح المريخ تحت اسم “دينوكوكوس”. وقد دخلت أبحاث دالي حول “دينوكوكوس” موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر أشكال الحياة مقاومة للإشعاع، إذ يمكن لهذه البكتيريا البقاء على قيد الحياة خارج محطة الفضاء الدولية لمدة تصل إلى 3 سنوات.
ومع الدراسة الجديدة، تم تحديد الوصف الحقيقي والدقيق لهذه البكتيريا، وتم منحها اسمها الرسمي “كونان بكتيريوم”، بعد أن ثبتت قدرتها على إنتاج نوع جديد من مضادات الأكسدة التي تمنحها القدرة على البقاء على قيد الحياة لملايين السنين.
