متابعة: نازك عيسى
تخضع الأطعمة فائقة المعالجة لعمليات إعادة صياغة وتجهيز باستخدام إضافات لتعزيز النكهة ومدة الصلاحية والجاذبية. تشمل هذه الأطعمة مجموعة واسعة مثل المعكرونة بالجبن، السجق، المعجنات المجمدة، واللحم المفروم النباتي.
هناك أدلة قوية وواسعة النطاق تُظهر أن الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، سواء الجسدية أو العقلية.
و قام باحثون من جامعة ساوث أستراليا بفحص بيانات هذه الدراسة، التي قارنت الاختلافات الصحية بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة النباتية وغير النباتية، وركزوا على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عنها.
شملت الأطعمة النباتية فائقة المعالجة في هذه الدراسة: الخبز المعبأ، المعجنات الجاهزة كالبيتزا والكعك والبسكويت، الحبوب، وبدائل اللحوم المنتجة بكميات كبيرة. تُعتبر هذه الأطعمة فائقة المعالجة لأنها تصنع من خلال تفكيك الأطعمة النباتية الكاملة مثل البازلاء، فول الصويا، بروتين القمح، المكسرات، والفطر، ثم إعادة صياغتها بإضافات لتبدو مثل اللحوم التقليدية.
أما الأطعمة فائقة المعالجة غير النباتية، فتشمل: المشروبات والحلويات القائمة على الحليب، النقانق، السجق، الناغتس، ومنتجات اللحوم المعاد تكوينها كبرغر اللحوم المجمدة.
استخدم الباحثون بيانات من البنك الحيوي البريطاني، شملت 127 ألف شخص، وتضمنت بيانات التغذية والحالة الصحية والمرضية للفترة من 2009 حتى 2012.
أظهرت النتائج أن زيادة بنسبة 10% في إجمالي الطاقة المستمدة من الأطعمة فائقة المعالجة ذات المصدر النباتي ترتبط بزيادة بنسبة 5% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة بنسبة 12% في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
بالمقابل، فإن زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأطعمة غير فائقة المعالجة ذات المصدر النباتي ترتبط بانخفاض بنسبة 7% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض بنسبة 13% في خطر الوفاة بسبب هذه الأمراض.
لم يجد الباحثون أي دليل على ارتباط جميع الأطعمة ذات المصدر النباتي، سواء كانت فائقة المعالجة أم لا، بزيادة أو انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفاة بسببها.
تُظهر هذه النتائج أن التغذية النباتية عمومًا أكثر فائدة للصحة، إلا أنه ينبغي استهلاك الأطعمة المعالجة، سواء كانت نباتية أو غير نباتية، بوتيرة محدودة لتجنب الإفراط في تناولها.