متابعة بتول ضوا
لطالما واجه المتأخرون عن العمل اللوم والتوبيخ من رؤسائهم وزملائهم، لكن ماذا لو اكتشفنا أنّ التأخير عن العمل قد يحمل في طيّاته فوائد صحية مذهلة تُطيل العمر؟
نعم، لقد قرأتَ العنوان بشكل صحيح! فقد أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة هارفارد أنّ الأشخاص الذين يتّسمون بمرونة زمنية أكبر، أي الذين لا يُمانعون في التأخير عن مواعيدهم قليلاً، يتمتعون بصحة أفضل وعمر أطول مقارنةً بمن يُحرصون على الالتزام بالمواعيد بدقة.
كيف يُمكن للتأخير عن العمل أن يُطيل العمر؟
تشير الدراسة إلى أنّ الأشخاص الذين يتّسمون بمرونة زمنية أكبر عادةً ما يكونون أقلّ عرضةً للضغوطات والتوتر، ممّا يُساهم في تحسين صحتهم الجسدية والنفسية.
وإليك بعض العوامل التي تُفسّر كيف يُمكن للتأخير عن العمل أن يُساهم في إطالة العمر:
تقليل التوتر: يُعاني الأشخاص الذين يُحرصون على الالتزام بالمواعيد بدقة من مستويات عالية من التوتر والقلق، خوفًا من التأخر أو الفشل. بينما يُتيح التأخير لهم هامشًا زمنيًا أكبر للتأقلم مع أيّ طارئ قد يُعيق وصولهم في الوقت المحدد، ممّا يُقلّل من شعورهم بالتوتر.
تحسين الإنتاجية: قد يُساعد التأخير عن العمل لفترات قصيرة في تحسين التركيز والإنتاجية، وذلك لأنّ شعور الشخص بالراحة وعدم التوتر يُتيح له التركيز بشكل أفضل على مهامه وإنجازها بكفاءة أكبر.
تعزيز الشعور بالسعادة: يُساهم التأخير عن العمل في منح الأشخاص شعورًا أكبر بالحرية والسيطرة على وقتهم، ممّا يُعزّز شعورهم بالسعادة والرضا عن حياتهم.
هل يعني ذلك أنّه يُمكننا التأخر عن العمل دون قيود؟
بالطبع لا! فالتأخير المفرط عن العمل قد يُؤثّر سلبًا على سير العمل وعلاقاتك بزملائك ورؤسائك. ولكن تُشير الدراسة إلى أنّ التأخير عن العمل لفترات قصيرة من وقت لآخر قد لا يكون ضارًا بل قد يُفيد صحتك ويُطيل عمرك.
نصائح للتأخير عن العمل دون الإضرار بعملك:
تواصل مع مديرك: أخبر مديرك مسبقًا عن إمكانية تأخرك أحيانًا لفترات قصيرة، واشرح له الأسباب وقدم حلولًا بديلة لضمان سير العمل دون عوائق.
خطط لوقتك: حاول تنظيم وقتك بشكل أفضل لتجنب التأخر المتكرّر.
كن مُستعدًا دائمًا: تأكد من أنّك مُستعدّ دائمًا للذهاب إلى العمل، وذلك من خلال تحضير كلّ ما تحتاجه مسبقًا.
اعتذر عند التأخر: إذا تأخرت عن العمل، قدّم اعتذارًا صادقًا لمديرك وزملائك.
ختامًا، تُشير الدراسة إلى أنّ التأخير عن العمل قد لا يكون سيئًا كما نعتقد، بل قد يُفيد صحتنا ويُطيل عمرنا.