متابعة – مروة البطة
هناك فرق واضح بين الاضطرابات العصابية والاضطرابات الذهانية، وذلك في وجود أو انعدام الأسباب النفسية، وراء الإصابة بأي من الاضطرابين، لهذا عُرفت هذه الأسباب باسم «العصابات النفسية»؛ وهو مصطلح يستخدم في مجال التحليل النفسي، للتمييز ما بين الحالة النفسية والشذوذ النفسي.
للتفرقة ما بين الاضطرابات العصابية (الأمراض النفسية) والاضطرابات الذهانية (الأمراض العقلية)، لا بد من ملاحظة بعض السمات التي تتضح على المصاب بأي منهما، وفيما يلي سنتطرق لشرح هذه الفوارق.
تقبُّل المرض
المصاب بأحد أنواع الاضطرابات العصابية يكون مدركًا تمامًا لحقيقة مرضه، ويطلب المساعدة، لتخطي أزمته، بينما يكون المصاب بالاضطرابات الذهانية منكرًا لكونه مصابًا، وهذا ما بجعل مسألة علاجه أكثر تعقيدًا.
إدراك الواقع
المصاب بأي نوع من أنواع الاضطرابات العصابية يستطيع إدراك الواقع بشكل جيد، أما في حالة الذهان، فينفصل المصاب عن الواقع، ولا يستطيع التكيف معه، بل ويبدأ في حياكة واقع وهمي حتى يستطيع التعامل معه، وتعرف هذه الظاهرة باسم «التفكير الوهمي».
الشخصية
في حالة الاضطراب العصابي تختلف شخصية المريض بشكل بسيط، وتظل متماسكة في أغلب الأحيان، بينما في حالة الاضطراب الذهاني، تختلف شخصية المصاب جذريًا، ويكتسب عادات جديدة عليه، في الغالب تكون في الطريق الأسوأ.
السلوك العام
عند الإصابة باضطراب عصابي، تظل سلوكيات المريض مقبولة اجتماعيًا في معظم الحالات، بينما في حالة الإصابة باضطراب ذهاني، يكون هنالك اضطراب واضح في السلوك العام للشخص، بدايةً من الانطواء والعزلة، وصولًا للتصرُّف بشكل غير مقبول مجتمعيًا.