متابعة بتول ضوا
هل سبق لك أن لاحظت أنك قادر على حل مجموعة من المشكلات المعقدة أو التوصل إلى مفاهيم استثنائية أثناء الاستحمام؟ هذه الظاهرة لا تقتصر عليك فقط، بل على شريحة كبيرة من السكان. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لدينا أفكار أكثر إبداعاً أثناء وجودنا في الحمام؟
كشفت الدراسات أن الأفكار العميقة تميل إلى الظهور أثناء المهام الدنيوية، مثل القيادة لفترات طويلة أو المشي لفترة قصيرة. تحدث هذه الرؤى في كثير من الأحيان عندما يفتقر المرء إلى مواد الكتابة. ومن المفارقات أن الانخراط بلا هدف في نشاط ما يمكن أن يكون حافزاً قوياً للاستثمار فيه بشكل أكبر، كما أن وجود أدوات الكتابة في متناول اليد يمكن أن يعيق هذه العملية. ويرجع ذلك إلى حقيقة أننا تحررنا من التفكير الواعي، الذي يريح الفص الجبهي، وهو المحور المركزي للدماغ.
عندما لا يكون الدماغ منخرطاً في مهمة ما، فإنه يدخل فيما يعرف بشبكة الوضع الافتراضي. هذه المنطقة من الدماغ مسؤولة عن توليد الأفكار التي قد يغفلها العقل الواعي في حالته النموذجية. خلال هذه اللحظات يمكن أن تظهر أفكار جديدة ومبتكرة، مما يوفر منظورًا جديدًا. هذا هو السبب وراء اختلاف الأفكار التي تخطر على بالك أثناء الاستحمام عن تلك التي تتبادر إلى ذهنك في مكان العمل.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستحمام الصباحي يمثل الوقت الأمثل للإبداع، حيث تضعف وظائف المخ المثبطة، مما يسمح بظهور أفكار غريبة أو جديدة قد تعزز التفكير الإبداعي.
في الجوهر، يمكن الاستنتاج أن قشرة الفص الجبهي تفقد فعاليتها عندما يكون الفرد مرهقًا، أو غير مركّز، أو مرتاحًا.
ويؤدي ذلك إلى تحول في عمل الدماغ إلى وضع الشبكة الافتراضي، مما يسبب زيادة في مستويات الدوبامين وإطلاق موجات ألفا. ونتيجة لذلك، يوفر الحمام بيئة مثالية لتوليد الأفكار الرائعة.