متابعة-جودت نصري
ينقسم الحمل إلى ثلاث مراحل، ولكل مرحلة مخاطرها. وقد تشمل هذه المخاطر صحة المرأة الحامل أو مدى نمو الجنين أو كليهما، وتمتد بالطبع إلى الولادة، بين الولادة الطبيعية أو القيصرية، أو الولادة المبكرة أو المتأخرة، وترتبط هذه المخاطر بالأمراض الوراثية. وأحياناً عوامل بيئية.. أو مرتبطة بالنظام الغذائي للحامل.. بالإضافة إلى سلوكيات الحامل نفسها أيضاً. لتحديد المخاطر المحتملة للحمل بدقة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
مخاطر الحمل المحتملة
القيء والغثيان
في الأشهر الثلاثة الأولى أو المرحلة الأولى، تميل معظم النساء إلى الشعور بالغثيان والقيء وفقدان الشهية.
وهذا يعني أن الجنين لا يتلقى التغذية الكافية، وتظهر على الأم علامات نقص الفيتامينات أو المعادن، ويجب عليها استشارة الطبيب.
لكن انتبه إلى حالة النزيف. فهو أمر خطير ويمكن أن يشكل خطراً على حياة الأم والطفل، وهنا يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة أيضاً.
نمو وتطور الجنين خلال المرحلة الأولى
يتم تحديد عمر الحمل من خلال العد من آخر فترة إباضة للمرأة، وبعدها يتم تصنيف النمو اللاحق للجنين من حيث النمو الهيكلي وتطور وظائف الأعضاء.
في عمر 5-6 أسابيع، تظهر على الجنين علامات التطور في الجهاز العصبي المركزي والعمود الفقري.
في عمر 8-12 أسبوع، يبلغ طول الجنين حوالي 2.5-6 سم وله رأس كبير. يحدث نمو واضح في الذراعين والساقين، ويبدأ نبض القلب.
العوامل المؤثرة على نمو الجنين
هناك عوامل كثيرة تؤثر على نمو الجنين. وتشمل هذه العوامل الوراثية والبيئية والغذائية والجوانب السلوكية للأم:
الجينات والاضطرابات الوراثية الموجودة في الأسرة تؤثر على نمو الجنين، مما يعني أنه قد يتعرض للخطر، خاصة عندما يكون لدى الأم تاريخ لأي من أنواع الحمل التالية: وفاة الرضيع أثناء الولادة أو بعدها وتعرضت للإجهاض مرتين على الأقل قبل الحمل الحالي.
الولادة المبكرة قبل إكمال 37 أسبوعًا من الحمل… أو وجود تاريخ من تسمم الحمل، وارتفاع ضغط الدم المزمن، والسكري العلني، وأمراض المناعة الذاتية.
هناك عوامل بيئية يتعرض لها الوالدان وتؤثر على الحمل، منها السموم الموجودة في المنزل… أو في الأدوات المستخدمة للتنظيف، أو في المنتجات المنزلية الأخرى التي قد تكون ملوثة بمواد كيميائية، وكذلك الدخان في المنازل التي يدخن سكانها داخل.
وتشمل البيئة أيضاً: الوضع الداخلي للحمل، أي الكيس السلوي، والسائل السلوي، والمشيمة، والرحم، وجميعها يجب أن تعمل بشكل متكامل.
بالإضافة إلى الأدوية التي تستخدمها الأم الحامل، من المهم أيضًا؛ ولأن بعض الأدوية يمكن أن تعرض الجنين للخطر، فلا يجوز للحامل تناول أي أدوية غير تلك التي يصفها الطبيب.
تناول الطعام أثناء الحمل
النظام الغذائي والتغذية لهما دور مهم خلال فترة الحمل، حيث يجب أن يكون النظام الغذائي متنوعاً ومتوازناً، ويجب أن تكون الكمية المستهلكة معتدلة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
يجب على المرأة الحامل اتباع نظام غذائي؛ ويتكون من المجموعات الغذائية الخمس الرئيسية باعتدال، مع التركيز بشكل خاص على الأطعمة الغنية بحمض الفوليك؛ وتلعب هذه المادة دوراً رئيسياً في إنتاج أعضاء وخلايا المخ المختلفة للجنين.
عوامل الخطر التي يجب الانتباه إليها
تميل معظم الأمهات إلى الشعور بالغثيان الصباحي الشديد خلال الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يشعرن بالغثيان والقيء وفقدان الشهية. ومع ذلك، يجب عليهم الاستمرار في تناول الطعام بشكل صحيح.
لأن نقص التغذية يمكن أن يؤدي إلى نقص المعادن الذي يمكن أن يؤثر على كل من الأم والطفل، مما قد يؤدي إلى عدم حصول الجنين على التغذية الكافية لنمو الدماغ.
يجب على الأمهات اللاتي يعانين من نقص المعادن والفيتامينات طلب الرعاية الطبية فورًا إذا تفاقمت الأعراض المرتبطة بغثيان الصباح.
كما يشكل النزيف المتدفق خطراً مميتاً على كل من الأم والطفل، حيث يمكن أن يحدث في أي وقت أثناء الحمل، لذا فإن ظهور أي علامات لحدوثه يتطلب من الأم طلب الرعاية الطبية الطارئة.
عادة ما تشعر معظم النساء الحوامل بألم في أسفل البطن نتيجة تمدد عضلات الرحم لدعم الجنين الذي ينمو داخله، ولكن عندما يصبح هذا الألم شديدا بشكل لا يحتمل أو يستمر لساعات طويلة، ففي هذه الحالة يجب طلب الرعاية الطبية لتحديد سبب الألم. الألم.
كما أن المخاطر التي تتعرض لها المرأة الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد تنجم أيضاً عن الاضطرابات الصحية الخلقية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقر الدم، والتسمم الدرقي، والثلاسيميا.
كما أن عمر الأم يمكن أن يزيد من المخاطر التي تتعرض لها خلال فترة حملها، لذا ننصح الأمهات تحت سن 16 أو أكثر من 40 عامًا دائمًا باستشارة الطبيب قبل محاولة الحمل.
تابع… وضع الحمل تحت الرعاية الطبية
من الضروري توجيه الرعاية والاهتمام إلى صحة الأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما يجب على الأم تناول نظام غذائي متنوع وصحي، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، والحفاظ على صحتها النفسية.
تجنب التوتر، وكذلك مراقبة أي أعراض غريبة قد تظهر وعدم تجاهلها. وهذا يعني وضع الحمل تحت رعاية طبية موثوقة، والخضوع لفحص مخاطر الإصابة بتسمم الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
يمكن أن يقلل هذا الفحص من المخاطر بنسبة تصل إلى 90% ويساعد في الوقاية من تسمم الحمل بنسبة 70%. يجب على الحامل الالتزام دائمًا بمواعيد الطبيب واستشارته في حالة وجود أي اضطرابات، وعدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب.