متابعة- يوسف اسماعيل
تعتبر طقوس الزواج في الحضارات القديمة من أكثر المواضيع إثارة للفضول، وذلك لأنها تمثل تقاليد وعادات قديمة تنم عن ثقافة وتصورات مختلفة. ومن بين هذه الحضارات، تتصدر الفايكنج بجانب طقوس الزواج المثيرة للجدل التي تتضمن رش الدماء وسباق المشروبات الكحولية وغيرها من الطقوس الغريبة.
في العادات الفايكنجية، كان هناك جزء مخصص لإرضاء الآلهة وطلب ودها وبركتها للزواج. ولإيجاد هذه البركة، كان يتم اللجوء إلى الطقس الذي يتطلب التضحية، وكان الحيوان المتضحية يكون مرتبطًا بإله الخصوبة «ثور» مثل الخنزير أو المعزة. وبعد ذبح التضحية، يجمع الدماء في وعاء مخصص لهذا الطقس، ويرش الكاهن المسؤول عن إتمام مراسم الزواج بعضًا من قطرات الدماء على العروسين، في رمزية لاتحاد الآلهة مع البشر لمباركة الزواج.
لكن هذا الطقس ليس هو الوحيد الذي يثير الاهتمام والجدل، ففي طقس الـ«Brullaup» يقام سباق بين العريس وعائلته في فريق، والعروس وعائلتها في فريق آخر في اتجاه وليمة الطعام المصنوعة لليلة العرس، والتي عادة ما تكون خنزيرًا مشويًا، ويفوز الفريق الذي يصل أولاً إلى الوليمة، وعلى الفائز توفير المشروبات الكحولية للفريق الآخر طوال فترة الاحتفال بالزفاف.
وفي نهاية السباق، يجب على العريس غرس سيفه في سقف القاعة التي تقام فيها الوليمة، وعمق الطعنة التي يوجهها العريس للسقف تعكس عمق العلاقة الزوجية بينه وبين عروسه، وكلما كانت الطعنة أعمق، كانت العلاقة الزوجية أكثر قوة. وبعد الانتهاء من الوليمة، يأتي طقس مباركة العروس، حيث يتم استخدام مطرقة رمزية تشبه مطرقة الإله ثور، وذلك عن طريق ملامسة المطرقة لأعضاء العروس التناسلية؛ لتضمن للعروس الخصوبة بعد الزواج والحمل.
وفي النهاية، يأتي الطقس الذي يعتبره البعض الأكثر مرحًا ولا يتطلب الكثير من التفاصيل المعقدة؛ وهو طقس الـ«سُكر الإلزامي»، حيث يتم تناول الخمر بكميات كبيرة حتى يصل العريس والعروسة إلى أقصى مرحلة للثمالة، ويعتقد الفايكنج أن هذا الطقس يجعل الزواج فعالًا ويؤمن بالسعادة الزوجية.
تعكس هذه الطقوس الفايكنجية التفكير والإيمان القديم لهذه الحضارة، وتعبر عن تصوراتهم للحياة والموت والزواج. وعلى الرغم من أن بعض هذه الطقوس تبدو مثيرة للجدل والغرابة، إلا أنها تمثل جزءًا من تراث هذه الحضارة القديمة وتشكل جزءًا من تاريخهم وثقافتهم.
يمكن القول إن هذه الطقوس الفايكنجية المثيرة للجدل تعكس أيضًا الصعوبات التي كان يواجهها هؤلاء البشر الأوائل في الحياة، وكيف كانوا يحاولون الاحتفال بالأحداث السعيدة في حياتهم بطريقة مميزة ومبتكرة. ورغم أن هذه العادات الفايكنجية لم تعد موجودة اليوم، إلا أنها ما زالت تثير الفضول والاهتمام لدى الكثيرين، وتعبر عن تاريخ وثقافة هذه الشعوب القديمة.