متابعة- يوسف اسماعيل
تعد قصة حب ناثان غيلمور وأنجيلا نيكول برادبري مأساويةً ومرعبةً في آنٍ واحد. فقد بدأت القصة في ولاية آيوا الأمريكية خلال شهر أبريل/نيسان 2021، حيث تواجد ناثان وأنجيلا سوياً وعاشاً لحظاتٍ من السعادة والحب. ولكن هذا الحب لم يدم طويلاً وانتهى بجريمة قتلٍ مروعةٍ.
ففي فبراير/شباط 2022، أبلغت عائلة أنجيلا السلطات المحلية بشأن اختفائها، ولم يتم العثور عليها لأشهر عدة، حتى عثرت الشرطة على رقبتها مقطوعةً ومُعلّقة على عصا وسط الأشجار. وكانت هذه الجريمة التي أهتز لها العالم قد ارتكبت بوحشيةٍ وبدمٍ بارد.
وبدأ المحققون بعد ذلك في تتبع خط سير أنجيلا، وتوصلوا بسرعةٍ إلى ناثان غيلمور، الذي كان قد أرسل رسالةً لحبيبته السابقة يحثّها فيها على العودة إليه، وإلا ستنتهي بها المسألة “مثل الجثة التي عثروا عليها خارج مدينة ميتشل”.
صدر أمرٌ قضائي بتفتيش منزل غيلمور، حيث وجدت الشرطة في غرفته لوحةً بيضاء مرسوماً عليها “رأس ماعز شيطاني مع نجمةٍ خماسية”، إلى جانب أرقامٍ مكتوبة حولها. واعتقد المحققون أنَّها إشارات إلى تاريخ وفاة أنجيلا، وإحداثيات مكان جسدها عبر نظام التموضع العالمي (GPS). وقد أثبتت بيانات موقع “فيسبوك” أيضاً أنَّ غيلمور كان موجوداً في مكان العثور على رأس أنجيلا في يوم وفاتها.
تلك الجريمة المروعة تحوّلت إلى كابوسٍ مرعبٍ يطارد العالم، وتذكرنا بأن الحب قد يتحول إلى كابوسٍ ينهي حياة الأشخاص الذين نحبهم. وتؤكد هذه الجريمة أيضاً على أهمية الحفاظ على سلامة الأفراد والتبليغ عن أي شيء يثير الشكوك، وذلك للحفاظ على سلامة المجتمع والحد من الجرائم المروع. ولعل الدرس الأهم الذي يمكن تعلمه من هذه الحادثة المأساوية هو ضرورة التعامل مع العلاقات العاطفية بحذر وحكمة، وعدم الانجرار إلى العواطف السلبية التي قد تؤدي إلى أفعال خطيرة ومروعة.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن العنف والجريمة ليست الحلول الصحيحة لأي شيء، وأن الحب والعاطفة يجب أن تتجاوز أي صعوبات تواجهها، وأن يتم التعامل معها بأسلوبٍ حضاريٍّ يحافظ على سلامة الجميع. وعلينا جميعاً أن نعمل على تعزيز الثقافة الحضارية ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على الأمن والسلامة في مجتمعاتنا، حتى نتجنب الوقوع في مثل هذه الكوارث المروعة.