متابعة-جودت نصري
إن الفقر أحد أكبر المشاكل التي تواجه المجتمعات البشرية. والتشريع الإسلامي بقواعده وقوانيه الثابتة نص على الكثير من الأمور التي تعالج مشكلة الفقر، بل وتقضي عليه قبل ظهوره. ومن هذه الأمور ما يأتي:
تقديم الزكاة لمستحقيها
الزكاة تظهر التكافل الاجتماعي، حيث إنه يجب أداء الزكاة على كل مسلم توفرت في أمواله شروط الزكاة. وهي أموال تؤخذ من الأغنياء وتصبح حقاً للفقراء، قال -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمؤَلَّفَةِ قلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
الصدقة
حث الإسلام على تقديم يد العون للمحتاج والفقير، وتقديم الصدقات للقريب، والجار، والصديق، والغريب المحتاج؛ وذلك لإظهار قوة المجتمع المسلم المتماسك، وشجّع النبي الكريم على تقديم الصدقة؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا).
السعي وطلب الرزق
يستحب للمؤمن السعي والمبادرة بالعمل، وعدم التكاسل والتهاون، وقد حث النبي الكريم على السعي وطلب الرزق. فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الحَطَبِ علَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ).
تحريم الربا والاحتكار
وضع الله -تعالى- بعض التشريعات المالية التي تضمن عدم استغلال الناس بعضهم لبعض. أولها تحريم الربح الفاحش واستغلال حاجات الناس خصوصاً عند الدين عن طريق الربا. فالربا يفقر المجتمعات والدول، وقام بتحريم الاحتكار وهو من أبشع أنواع استغلال الناس لبعضهم البعض.