متابعة _نور نجيم :
كشفت الدراسات أن هناك فجوة بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية، حيث تتلقى واحدة من كل أربع نساء علاجا للاكتئاب في مرحلة ما، مقارنة بواحد من كل عشرة رجال.
لكن المفاجأة كانت في نتائج دراسة أجراها باحثون من جامعة بينغامتون في نيويورك قاموا بتجنيد 1209 بالغين (تتراوح أعمارهم بين 30 عاما أو أكثر، مقسمين: 329 رجلا و880 امرأة) وطلبوا منهم ملء استبيان لتقييم مزاجهم واستهلاكهم اليومي للحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة واللحوم، والفاصوليا والمكسرات ومنتجات الألبان والأسماك والوجبات السريعة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى مستويات التمارين الرياضية التي يمارسونها.
وأكدت النتائج التي توصلوا إليها ما أظهرته الدراسات السابقة، أن هناك علاقة قوية بين ما نأكله ومقدار التمارين التي نقوم بها وصحتنا العقلية.
ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تناول الوجبات السريعة كان له على ما يبدو تأثيرا سلبيا أكبر على النساء منه على الرجال.
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن النساء، وليس الرجال، اللواتي تناولن الكثير من الكافيين، أبلغن عن المزيد من مشاكل الصحة العقلية.
كان الخبر السار هو أن مستويات أعلى من التمارين الرياضية وتناول نظام غذائي صحي على غرار حمية البحر الأبيض المتوسط (غنية بالخضروات والمكسرات والأسماك الزيتية) ارتبط أيضا بصحة عقلية أفضل لكلا الجنسين.
قالت الباحثة الرئيسية لينا بيجداش، إن ما أظهروه هو أن “الوجبات السريعة، وتخطي وجبة الإفطار والكافيين، والأطعمة التي ترتفع فيها نسبة السكر في الدم، كلها مرتبطة بالاضطراب العقلي لدى النساء الناضجات… في حين ترتبط الفواكه والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة بالصحة العقلية”.
وأضافت أن دراستهم أكدت ما أظهرته دراسات أخرى، “أن النساء أكثر عرضة للأكل غير الصحي من الرجال”.
وأكدت أن إحدى الطرق التي تؤثر بها الوجبات السريعة على أدمغتنا هي من خلال تأثيرها على الميكروبيوم، أي الميكروبات المتعايشة مع الإنسان والموجودة في الأمعاء.
وتعمل الدهون والسكريات غير الصحية في الوجبات السريعة على تشجيع نمو البكتيريا “السيئة” التي تعيش في الأمعاء- وهذه بدورها تولد مواد كيميائية تسبب الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، بحسب الباحثة.