متابعة – خالد الديب:
تمكنت شرطة دبي من كشف هوية سارق أوروبي، قام بسرقة خزنة عبر تطبيق نظرية تبادل الآثار، وذلك بعدما عثر داخل ملابسه على على قطع “شذرات” صغيرة من النحاس المتطاير من الخزنة، التي قام بفتحها عنوة على الرغم من قيامه بالتخفي في عباءة ونقاب لتنفيذ جريمته غير المكتملة، حيث كشفت فرق التحريات والمباحث الجنائية هويته.
وأكّد العقيد مكي سلمان أحمد، مدير إدارة مسرح الجريمة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، أن فرق مسرح الجريمة تمكن من كشف هوية السارق بفضل قطع “شذرات” نحاسية تطايرت أثناء فتح الخزنة.
وأوضح العقيد مكي، أنه ورد بلاغ من العمليات بوقوع جريمة سرقة في إحدى الفيلات، وعلى الفور انتقل فريق مسرح الجريمة للمعاينة ورفع الآثار، حيث قام الجاني بمحاولة كسر الخزنة بالطرق عليها بآلة حادة ونشرها بمنشار صغير، ما نتج عنه “شذرات” صغيرة متناثرة، وبالتعاون مع فرق البحث والتحري تم جلب مجموعة من المشتبه بهم، وعثر في منزل أحدهم على عباءة سوداء ونقاب استخدمهما الجاني في التخفي، وبفحص الملابس عثر على الشذرات النحاسية نفسها، التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، وهو الأمر الذي أكد أنه الجاني، حيث يطبق على هذا الأمر حجية الأمر القضائي بنسبة 100%، وبمواجهة الجاني بالأدلة اعترف بالتفاصيل.
وأضاف العقيد مكي، أن القضية ضمن القضايا التي طبقت عليها نظرية تبادل الآثار المعروفة باسم “لوكارد” ومفادها أن كل مجرم لابد أن يترك أثراً بمكان الحادث أو يترك مكان الحادث أثراً على جسمه أو ملابسه نتيجة احتكاك أحدهما بالآخر، ويمكن تبسيط مفهومها في أنه عند احتكاك أي جسمين صلبين ببعضهما بعضاً فإنه ينشأ عند الاحتكاك تبادل للمواد أو بعضها المكونة من هذين الجسمين مع الآخر وبسهولة يمكن تطبيق ذلك في إطار البحث الجنائي على مسرح الجريمة، وبين أن الجاني عقب مغادرته لمسرح الجريمة أصبح يحمل آثار من هذا المسرح لم يكن يحملها قبل دخوله إليه، وهذا المفهوم يمكن تطبيقه وتعميمه على كل أنواع الجرائم.
وتابع مدير مسرح الجريمة بشرطة دبي، أن هذه النظرية تستخدم في حوادث السيارات خصوصاً الدهس والهروب وجرائم القتل، التي يتم الحصول على آثار مادية على ملابس أو جسد المتهم من مسرح الجريمة، منوهاً بأن هذا الأمر يعتبر من الدلائل القوية في القضية، التي تحال إلى الجهات صاحبة الاختصاص.