متابعة _ نور نجيم :
يعتبر الوسواس القهريّ مشكلة نفسية مزمنة وشائعة الحدوث؛ حيث يشعر المريض بالحاجة الملحّة للقيام بتصرّفاتٍ معيّنة بشكل متكرّر وقهريّ خارج عن السيطرة والإرادة. وتخطر لدى المصاب هواجس وأفكار متكرّرة تسبّب له القلق.
يمكن تشبيه القلق بنظام تنبيه وإنذار للجسم لحمايته من المخاطر؛ حيث يعمل الوسواس القهريّ على استهلاك نظام الإنذار هذا، وكأنّه يعمل على تحفيز نظام الإنذار من قِبَل أيّ مسبّب بغضّ النظر عن حجمه وكأنّه خطر مطلق أو تهديد كارثي. في حين أنّه يجب أن يتمّ تحفيزه فقط عند وجود الأسباب والأخطار الحقيقيّة التي تستدعي ذلك.
وقد تتسبّب هذه المشكلة عند الشخص المصاب بالتأثير على جميع نواحي الحياة مثل: العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعية.
علاج الوسواس القهري
يتمّ علاج حالات الوسواس القهريّ عادةً إمّا باستخدام الأدوية، أو عن طريق العلاج النفسيّ، أو عن طريق دمجهما معاً، وبالرغم من استجابة أغلب المرضى للعلاج إلّا أنّ بعض الحالات يستمرّ فيها وجود الأعراض وظهورها.
من المهمّ الأخذ بعين الاعتبار عند اختيار العلاج وجود اضطرابات نفسية أخرى مصاحبةً للوسواس القهريّ عند الشخص.
العلاج النفسي يعتبر العلاج السلوكيّ المعرفي أحد العلاجات المستخدمة لعلاج المشاكل النفسية. ومن أكثر أنواعه فاعليّةً لعلاج الوسواس القهريّ هو العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة حيث يشير الجزء المعنيّ بالتعرّض إلى الأفكار أو المواقف التي تثير القلق وتحفّز بدء الهواجس عند الشخص المصاب.
أمّا بالنسبة لمنع الاستجابة فهو الاختيار التام لعدم فعل التصرّف القهريّ عند تحفيز القلق أو الهاجس لسببٍ ما، ويتمّ فعل ذلك تحت إشراف طبيب معالج في بداية الأمر حتى يستطيع الشخص المصاب التمرين على هذا العلاج بنفسه للسيطرة على الأعراض.
يعتبر هذا العلاج كنوعٍ من تحدّي القلق للشخص ليواكب ويتناسب مع ما يحدث معه فعلاً، ومن المهمّ جداً أن يتعهّد المصاب ويلتزم بعدم الاستسلام والعودة إلى التصرّفات القهريّة. إذ إنّ عدم فعل هذه التصرّفات القهريّة بمرور الوقت سيخفّف من مستوى القلق لدى الشخص. ويسمّى هذا الانخفاض الطبيعيّ في مستوى القلق بعد الاستمرار بهذا العلاج التعوّد.