متابعة: نازك عيسى
يعدّ صيام رمضان من أبرز الشعائر الدينية، ويتساءل العديد من الآباء متى يكون الطفل مستعدًا لتجربة الصيام. يعتمد ذلك على عدة عوامل نفسية، اجتماعية وصحية، لضمان تجربة آمنة ومفيدة.
ويعتبر الصيام مرحلة جديدة في حياة الطفل، تتطلب ضبط النفس والصبر. ووفقًا لدراسات نفسية، قد يشعر الطفل بالتوتر أو الإحباط عند بدء الصيام، لكنه يتعلم مع الوقت كيفية إدارة هذه المشاعر، مما يعزز نموه العاطفي.
يعتمد الاستعداد النفسي على عمر الطفل ومستوى نضجه، ويفضل أن يبدأ الأطفال بصيام جزئي، مثل الصيام حتى الظهر، قبل الانتقال إلى صيام كامل تدريجيًا.
يشكّل الصيام تجربة جماعية تعزز الشعور بالانتماء، إذ تجتمع العائلات حول مائدة الإفطار، مما يساعد الطفل على تطوير مهارات اجتماعية كالتعاون والصبر. ومع ذلك، قد يواجه الأطفال صغار السن ضغوطًا اجتماعية إذا لم يتمكنوا من الصيام مثل أقرانهم، لذا ينبغي دعمهم وتقديم التجربة لهم بشكل مرن وداعم.
السن المناسب للصيام من الناحية الصحية
يحتاج الطفل إلى صحة بدنية جيدة لتحمل الصيام، إذ أن الأطفال أكثر عرضة للجفاف والإرهاق. توصي الأبحاث بأن يبدأ الأطفال تجربة الصيام في سن 7 أو 8 سنوات بشكل تدريجي، مع ضرورة توفير تغذية متوازنة بعد الإفطار ومراقبتهم لتجنب أي مضاعفات.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حالات صحية مثل السكري أو ضعف المناعة، ينبغي استشارة الطبيب قبل تشجيعهم على الصيام، وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال.
في النهاية، يعتمد قرار صيام الطفل على استعداده الجسدي والنفسي، وينبغي تقديمه له كخطوة تدريجية ضمن بيئة داعمة تراعي احتياجاته الفردية.
