متابعة: نازك عيسى
تشير الأبحاث إلى وجود علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ، وأن تبني عادات غذائية معينة واختيار النظام الغذائي المناسب يمكن أن يساهم في تحسين الحالة العاطفية والعقلية.
اليوم، يعزز مجال جديد يسمى “الطب النفسي التغذوي” فهمنا لكيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة العقلية. يهدف هذا المجال إلى دعم علاج المشكلات النفسية من خلال تحسين النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة.
يستند هذا التوجه إلى أن الأمعاء تحتوي على تريليونات من الميكروبات الحية التي تلعب دوراً مهماً في الجسم، مثل إنتاج النواقل العصبية التي ترسل رسائل كيميائية إلى الدماغ لتنظيم النوم، الألم، الشهية، والعواطف. هناك شبكة معقدة من التفاعلات بين الأمعاء والدماغ، لدرجة أن الأمعاء أُطلق عليها “الدماغ الثاني”.
الخطة الغذائية للصحة العقلية:
يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية في تحسين الحالة المزاجية. على سبيل المثال، تشير بعض الدراسات إلى أن زيادة تناول الفاكهة والخضراوات يمكن أن تحسن الصحة العقلية، وتقلل من مستويات التوتر، وتزيد من الرضا عن الحياة. كما أن تناول المزيد من الألياف يرتبط بتقليل الالتهابات والتوتر.
النظام الغذائي المتوسطي:
تظهر الدراسات أن النظام الغذائي المتوسطي يعزز صحة الأمعاء ويساهم في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. أظهرت مراجعة أُجريت في عام 2019 أن النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، والمنخفض في اللحوم الحمراء والمصنعة، كان مرتبطاً بتقليل احتمالات ظهور أعراض الاكتئاب بنسبة 10%.
إلى جانب الفواكه والخضراوات والبقوليات، يعتمد النظام الغذائي المتوسطي أيضاً على الأسماك والمكسرات وزيت الزيتون. في المقابل، ينصح بتقليل الأطعمة المقلية، والمشروبات المحلاة، والمخبوزات للحصول على أقصى فائدة صحية.