متابعة: نازك عيسى
غالبًا ما يُقال إن التوتر ضار ويجب علينا العمل على تقليله وإدارته. لكن، هل يمكن أن يكون هناك نوع “جيد” من التوتر؟
وفقًا للدكتور ريتشارد شيلتون، نائب رئيس قسم أبحاث الطب النفسي في جامعة ألاباما، “الانفعال ليس دائمًا سلبيًا، فاستجابة الجسم للتوتر مثل القتال أو الهروب هي استجابة وقائية في جوهرها وليست ضارة”.
بمعنى آخر، يوجد نوع من التوتر يُعرف باسم التوتر الإيجابي، ويُعتبر رد فعل جسدي وعقلي يُحفز الشخص بشكل صحي ومفيد. ويُعرف هذا التوتر وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس بأنه “استجابة التوتر التي تتضمن مستويات مثالية من التحفيز”.
التوتر الجيد
ينشأ التوتر الجيد عندما نقوم بأنشطة صعبة ولكن ممتعة. من الأمثلة على تلك الأنشطة التي قد تسبب هذا النوع من التوتر:
– التقاعد.
– تأسيس أسرة.
– التحضير لوظيفة جديدة.
– المشاركة في حدث رياضي.
ورغم أن التوتر الجيد يحدث عادة بسبب توقع شيء مثير، إلا أنه ليس النوع الوحيد من التوتر الذي يمكن أن يكون مفيدًا.
الفوائد العقلية والجسدية للتوتر الإيجابي
على الرغم من أن التوتر الجيد يُشعرنا بالضغط، إلا أنه يمكن أن يعود بفوائد عديدة على صحة عقلنا وجسمنا. في الواقع، يمكن أن يساعد التوتر في تعزيز قدرتنا على التعامل مع التجارب الصعبة.
إحدى أبرز الفوائد هي تعزيز صحة الدماغ، حيث تُحفز مسببات التوتر منخفضة المستوى إنتاج مواد كيميائية في الدماغ تُعرف بالـ”نيوروتروفين”، التي تقوي الروابط العصبية وتساهم في تحسين التركيز والإنتاجية. كما يوضح الدكتور شيلتون، هذه الآلية هي نفسها التي تساهم في تحسين الأداء والتركيز عند ممارسة التمارين الرياضية، باعتبارها نوعًا من التوتر البدني.
كيفية التعامل مع التوتر
يقول شيلتون: “المفتاح هو النظر إلى المواقف المرهقة كفرص للتحدي، بدلاً من اعتبارها عقبات لا يمكن التغلب عليها”. عندما نرى التوتر كفرصة للتطور والنمو، يمكننا الاستفادة من تأثيراته الإيجابية بدلاً من أن نشعر بالإرهاق أو الهزيمة.
باختصار، بينما يكون التوتر في بعض الأحيان ضارًا، فإن التوتر الجيد أو الإيجابي يمكن أن يكون أداة قوية لتحفيز الدماغ والجسم، وتحقيق النجاح، وبناء المرونة النفسية.