متابعة: نازك عيسى
يعد النظام الغذائي أحد الوسائل الأساسية للتعايش مع مرض السكري من النوع 2، حيث يساعد في إدارة مستويات الغلوكوز في الدم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والأدوية. ورغم أن النصائح الغذائية الفردية من المتخصصين أثبتت فعاليتها في تحسين هذه المستويات، إلا أنها قد تكون معقدة وغير متاحة دائماً.
تناولت دراسة جديدة تأثير نظام تناول الطعام المقيد بالوقت على مستويات الغلوكوز، مقارنةً بنوعية أو كمية الطعام المتناولة. أظهرت النتائج أن تقييد وقت الطعام يؤدي إلى نتائج مشابهة لتلك التي تحققت من خلال استشارات أخصائي التغذية المعتمد.
إضافة إلى ذلك، كان لتقييد وقت الطعام فوائد إضافية، إذ اتسمت هذه الطريقة بالبساطة والسهولة في الالتزام، مما شجع المرضى على اتخاذ تغييرات إيجابية أخرى في نمط حياتهم. يُعرف هذا النظام بنظام 16:8 الغذائي، حيث يتم تناول الطعام خلال فترة 8 ساعات من اليوم، مثل تناول الطعام بين الساعة 11 صباحاً و7 مساءً، مع صيام الساعات المتبقية.
يساعد منح الجسم استراحة من هضم الطعام على مواءمة تناول الطعام مع الإيقاعات البيولوجية الطبيعية للجسم. بالنسبة لمرضى السكري، قد يكون لهذا النظام فوائد محددة، حيث يعاني هؤلاء المرضى غالباً من ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم في الصباح. وتأخير وجبة الإفطار إلى منتصف الصباح يمكن أن يساعد في تقليل هذه المستويات وتحضير الجسم للوجبة الأولى.
شارك في الدراسة 52 مريضاً كانوا يتناولون ما يصل إلى دواءين عن طريق الفم، وتراوحت أعمارهم بين 35 و65 عاماً. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تناول الطعام المقيد بالوقت ومجموعة النظام الغذائي التقليدي. تلقت كل مجموعة 4 استشارات على مدار الأشهر الأربعة الأولى، ومن ثم تم السماح لهم بإدارة نظامهم الغذائي بمفردهم خلال الشهرين التاليين.
في مجموعة النظام الغذائي، ركزت الاستشارات على تعديل النظام الغذائي للتحكم في مستويات الغلوكوز، مثل زيادة تناول الخضروات والحد من استهلاك الكحول. أما مجموعة تناول الطعام المقيد بالوقت، فقد حصلت على نصائح حول كيفية تقليص وقت تناول الطعام إلى نافذة مدتها 9 ساعات بين 10 صباحاً و7 مساءً.
في استطلاع نهاية التجربة، أعرب المشاركون في مجموعة تناول الطعام المقيد بالوقت عن قدرتهم على التكيف مع النظام الجديد، مشيرين إلى دعم أسرهم واستمتاعهم بأوقات تناول الطعام معاً. كما أفاد بعضهم بتحسن في نوعية نومهم.