متابعة: نازك عيسى
اكتسب “المشي الصامت” شهرة واسعة مؤخراً على منصة “تيك توك”، حيث يدعو هذا الاتجاه إلى المشي دون استخدام سماعات الرأس أو أي وسائل ترفيه صوتية، وذلك لتعزيز التركيز على اللحظة الحالية.
يساعد المشي الصامت في تهدئة العقل ومنع التفكير المفرط، ويُعد طريقة فعّالة لممارسة اليقظة الذهنية. ورغم أن التجربة قد تبدو مملة في البداية، فإن الخبراء يشجعون على تجربتها لدعم الصحة العقلية.
يعتمد هذا الأسلوب على تجنب المكالمات الهاتفية أو الاستماع إلى البودكاست أو الموسيقى، والتركيز بدلاً من ذلك على المشي بصمت. وبينما يفضل الكثيرون الاستماع إلى مواد ترفيهية أثناء التنزه، يعتبر “المشي الصامت” خيارًا جيدًا لتحسين الحالة النفسية.
تنشيط الحواس
عبّر أحد مستخدمي “تيك توك” عن تجربته قائلاً: “عندما أمشي بصمت، أشعر بأن حواسي في حالة تأهب قصوى. أستطيع شم كل شيء وسماع كل شيء ورؤية كل شيء، وهذا يمنحني شعوراً بالراحة”.
واعتبرت مستخدمة أخرى أن “المشي الصامت” أصبح جزءًا من روتينها اليومي رغم بدايته الصعبة، حيث أصبحت هذه الجولات التي تستغرق 30 دقيقة مساحة للتأمل وإطلاق العنان للإبداع.
التأمل اليقظ
يُشبه الدكتور رايل كاهن، مدير مركز علوم اليقظة بجامعة ساوث كاليفورنيا، هذا الأسلوب بالتأمل اليقظ، حيث يعتبر “المشي الصامت” ممارسة قوية تساعد على تحسين صحة العقل. وأكد أن قضاء بعض الوقت بعيدًا عن المشتتات يساهم في تهدئة الدماغ وتحسين الوعي باللحظة الحالية.
الخروج من “الوضع الافتراضي”
أوضح كاهن أن المشي الصامت يساعد على تحرير العقل من “شبكة الوضع الافتراضي”، وهي حالة ذهنية ينشغل فيها العقل بالتفكير في المستقبل أو الماضي، مما يعوق الانغماس الكامل في اللحظة الحالية. ويرى أن اليقظة الذهنية، التي يتم تعزيزها من خلال المشي الصامت، تُسهم في تقليل التفكير المستمر وتحقيق حالة من التركيز الداخلي.
أظهرت الدراسات أن ممارسة المشي اليقظ في الطبيعة يمكن أن تقلل من أعراض القلق والاكتئاب، كما تساهم في تحسين جودة النوم وخفض ضغط الدم من خلال التركيز على اللحظة الحاضرة.