متابعة – علي حسام ضعون

كشفت دراسة حديثة أجريت في الصين عن علاقة قوية بين أنماط نوم الأطفال وصحة أمعائهم، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين ينامون مبكرًا يتمتعون بتنوع أكبر في بكتيريا الأمعاء وبصحة أفضل مقارنة بأقرانهم الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر.

النوم المبكر وميكروبيوم الأمعاء:

علاقة وثيقة
أكدت الدراسة التي نشرت في مجلة Scientific Reports أن الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش قبل الساعة 9:30 مساءً لديهم مستويات أعلى بكثير من البكتيريا المفيدة مثل Akkermansia muciniphila، والتي ترتبط بصحة الأمعاء وتحسين الوظائف الإدراكية.

أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة:

تنوع أكبر في ميكروبات الأمعاء: أظهر الأطفال الذين ينامون مبكرًا تنوعًا أكبر في أنواع البكتيريا النافعة في أمعائهم.

زيادة في البكتيريا المفيدة: كانت بكتيريا Akkermansia muciniphila أكثر وفرة لدى الأطفال الذين ينامون مبكرًا، وهذه البكتيريا تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الأمعاء.

تحسين الوظائف الإدراكية: أظهر التحليل الأيضي أن الأطفال الذين ينامون مبكرًا لديهم نشاط أعلى في مسارات استقلاب الأحماض الأمينية، وهي مسارات مرتبطة بوظائف المخ وتطوره.

آلية العلاقة بين النوم والميكروبيوم

على الرغم من أن الدراسة لم تحدد الآلية الدقيقة التي تربط بين النوم والميكروبيوم، إلا أنها تشير إلى وجود علاقة متبادلة بينهما. فقد يؤثر النوم على تكوين الميكروبيوم، أو العكس، قد يؤثر الميكروبيوم على جودة النوم.

أهمية الدراسة والتداعيات المستقبلية

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين النوم والصحة. وتشير النتائج إلى أن تنظيم عادات النوم لدى الأطفال قد يكون له تأثير إيجابي على صحتهم العامة، بما في ذلك صحة الجهاز الهضمي والدماغ.

تداعيات الدراسة المحتملة:

تطوير علاجات جديدة لاضطرابات النوم: يمكن أن تساعد هذه النتائج في تطوير علاجات جديدة لاضطرابات النوم عند الأطفال تستهدف تعديل ميكروبيوم الأمعاء.
تحسين صحة الأطفال: يمكن أن يساهم فهم العلاقة بين النوم والميكروبيوم في تطوير استراتيجيات لتحسين صحة الأطفال بشكل عام.
أهمية عادات النوم الصحية: تؤكد هذه الدراسة على أهمية توفير بيئة نوم صحية للأطفال لضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم.