متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة بريطانية شاملة أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسرطان يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب، حتى بعد مرور خمس سنوات على التشخيص. وتفاوتت هذه المخاطر بناءً على نوع السرطان، حيث شهدت بعض الأنواع ذات معدلات البقاء المنخفضة، مثل سرطان الرئة والبنكرياس، زيادة ملحوظة في معدلات الانتحار وإيذاء النفس غير المميت.
الدراسة التي أجريت في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي،حللت بيانات لأكثر من 853 ألف شخص تم تشخيصهم بالسرطان بين عامي 1998 و2018، وقارنت هذه البيانات مع معلومات تخص 8 ملايين شخص لم يتم تشخيصهم بالمرض.
ركز التحليل على 20 نوعاً من الأورام السرطانية، من بينها: سرطان الفم، المريء، المعدة، القولون والمستقيم، الكبد، البنكرياس، الرئة، الأورام الميلانينية الخبيثة، سرطان الثدي (الأنثوي)، عنق الرحم، الرحم، المبيض، البروستاتا، الكلى، المثانة، الجهاز العصبي المركزي، الغدة الدرقية، الليمفوما غير هودجكينية، الورم النقوي المتعدد، وسرطان الدم.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان ظلوا معرضين لخطر متزايد للإصابة بنوبات جديدة من القلق والاكتئاب، سواء في المدى القصير أو حتى بعد مرور أكثر من خمس سنوات على التشخيص، مقارنة بمن لم يصابوا بالسرطان.
وكانت المخاطر المتعلقة بالصحة العقلية أعلى لدى المصابين بأنواع السرطان ذات التوقعات الطبية السيئة. فعلى سبيل المثال، الأشخاص المصابون بالأورام الميلانينية الخبيثة واجهوا زيادة في خطر القلق والاكتئاب بنسبة تتراوح بين 10% و20%. في المقابل، كان مرضى سرطان الرئة أكثر عرضة للقلق والاكتئاب بثلاثة أضعاف مقارنة بغير المصابين بالسرطان.
وبالإضافة إلى ذلك، كان استخدام الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب أعلى بشكل ملحوظ لدى مرضى السرطان مقارنة بغير المصابين به، واستمر هذا الاستخدام المرتفع طوال العشر سنوات التي أعقبت تشخيص معظم أنواع السرطان.