متابعة بتول ضوا
لطالما ارتبط التوتر والقلق في أذهان الكثيرين بأمراضٍ جمة، على رأسها السرطان. فهل ثمة صحةٍ علميةٍ لهذه النظرية؟ وهل يُعدّ التوتر سبباً مباشراً للإصابة بهذا المرض؟
ماذا تقول الدراسات؟
تشير الدراسات الحديثة إلى عدم وجود دليلٍ علميٍ قاطعٍ يؤكد أن التوتر يتسبب بشكلٍ مباشرٍ في الإصابة بالسرطان.
فالجسم يمتلك آلياتٍ دفاعيةً طبيعيةً لمواجهة التوتر، وعندما تتعرض هذه الآليات للإرهاق الشديد لفترةٍ طويلة، قد تضعف قدرتها على مكافحة الأمراض، بما في ذلك السرطان. لكن هذا لا يعني أن التوتر لا يلعب أي دورٍ على الإطلاق!
فقد أظهرت بعض الدراسات أنّ التوتر المُزمن قد يؤثر على جهاز المناعة، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل:
- سرطان الرئة: أظهرت دراسةٌ أنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر المُزمن كانوا أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الرئة بنسبةٍ تصل إلى 40%.
- سرطان الثدي: أشارت دراسةٌ أخرى إلى أنّ التوتر المُزمن قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
كيف يؤثر التوتر على خطر الإصابة بالسرطان؟
يُعتقد أنّ التوتر يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان من خلال عدة آليات، منها:
- إضعاف جهاز المناعة: يؤدي التوتر المُزمن إلى إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يُثبط وظائف جهاز المناعة، ممّا قد يجعل الجسم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى والسرطان.
- التأثير على السلوكيات الصحية: قد يدفع التوتر الأشخاص إلى اتباع سلوكياتٍ غير صحية، مثل التدخين وشرب الكحوليات، ممّا يُزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- الالتهاب المزمن: يُعدّ الالتهاب أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالسرطان، وقد أظهرت الدراسات أنّ التوتر المُزمن قد يُؤدي إلى حدوث التهابٍ مزمنٍ في الجسم.
نصائح للحد من تأثير التوتر على الصحة:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تُساعد الرياضة على تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية وتعزيز وظائف جهاز المناعة.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يُساعد النوم على إعادة شحن الجسم والعقل وتقليل التوتر.
- اتباع نظامٍ غذائيٍ صحي: يُساعد النظام الغذائي الصحي على تقوية جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا والتأمل،
- طلب المساعدة المهنية: في حال الشعور بتوترٍ مُزمنٍ لا يمكن السيطرة عليه، يُنصح بطلب المساعدة من أخصائيٍّ صحةٍ نفسية