متابعة – مروة البطة
تجري الدراسات والأبحاث طوال الوقت عن أفضل وسائل تحسين الحالة النفسية للأشخاص، ومن بينها تمثلت دراسة حديثة لتكشف عن سر الراحة النفسية، والذي يكمن في إيجاد هدف في الحياة.
تكشف دراسة أمريكية أجراها باحثون من جامعة سان دييجو بالولايات المتحدة، عن أهمية إيجاد كل شخص لهدف في الحياة، بصرف النظر عن هذا الهدف.
فقد أوضحت الدراسة أن إيجاد هدف في الحياة والسعي لتحقيقه، يعني وقاية الإنسان صحيا وعلى المستوي النفسي والعضوي، من مشكلات وأزمات متعددة، فيما يعني فقدان الهدف أو الغاية، بدء المعاناة من الأمراض النفسية التي تتطور أحيانا لأمراض عضوية مختلفة.
يقول ديليب فيست، وهو الطبيب النفسي والمسؤول عن الدراسة الأخيرة: «علاقة الإنسان بأهداف الحياة تشهد مراحل صعود وهبوط متعددة، فبينما نمضي في العشرينيات من العمر فإننا نبحث عن الهدف الذي نسعى طوال الوقت لتحقيقه، فيما تشهد فترة الثلاثينيات من العمر ومن بعدها الأربعينيات والخمسينيات، تراجعا تدريجيا في الشغف بتحقيق الأهداف، قبل أن يعود الإنسان ليبحث من جديد عن هدفه في الحياة مع تجاوز الستين من العمر، والذي يصبح مختلفا مع تحقيقه لأغلب أهدافه من قبل».
يرى ديليب أن الناس جميعا وبصرف النظر عن أعمارهم، يبدون أفضل حالا وأكثر سعادة، عندما يجدون أهدافا في الحياة للمحاربة من أجلها، على عكس ما يحدث عند فقدان الشغف أو الهدف، حينئذ يعاني المرء من أزمات نفسية وعضوية أحيانا ما تزيد الأمور سوءا.
يقول ديليب: «طالما وجدت الهدف في الحياة، فإنك تصبح قانعا بدرجة كبيرة، فيما يعني عدم وجود الهدف، والبحث عنه دون جدوى، إحساس المرء بالإحباط والتوتر أغلب الوقت».
كان الباحثون من جامعة سان دييجو قد أجروا الدراسة الأخيرة عبر الاستعانة بنحو 1042 متطوعا بالغا، ومن أعمار سنية مختلفة، حيث لاحظ الباحثون مدى تمتع كل شخص بتجارب حياتية وأهداف مستقبلية، قبل أن يختار كل شخص بين عبارتين، «أبحث عن هدف لحياتي» أو «لقد وجدت الهدف في الحياة الذي يشبع رغبتي»، الأمر الذي يكشف بين شخص غير سعيد نظرا لعدم إيجاد هدف وبين آخر يشعر بالرضا نظرا للعثور على هذا المعنى في الحياة.