رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

رائحة منزلي كريهة.. كيف أتخلص منها؟!

مشكلات الروائح الكريهة في المنزل وأسبابها الروائح الكريهة في المنزل...

وصفات طبيعية تمنع تساقط الشعر.. تعرفي عليها

يعاني الكثيرون من مشكلة تساقط الشعر، وهناك العديد من...

الدوري الأرجنتيني: بيلجرانو يسقط أمام إنديبندينتي ريفاديفا

خسر بيلجرانو أمام ضيفه إنديبندينتي ريفاديفا 0-2 في الجولة...

عادات صباحية تزيد التركيز والنشاط طوال اليوم

للبدء بيومك بحيوية ونشاط وتركيز عالٍ، يمكنك اعتماد بعض...

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الزبيب؟

فوائد تناول الزبيب للصحة العامة يعتبر الزبيب من الأطعمة الغنية...

جواهر القاسمي: صون كرامة الأطفال وتعليمهم حق لا يقبل المساومة

 

دعت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة “القلب الكبير”، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حكومات العالم ومنظمات المجتمع إلى وضع رعاية الأطفال والتعليم في المجتمعات منخفضة الدخل أو التي تعاني تحديات نتيجة لظروف محلية أو إقليمية، على رأس قائمة أولوياتها وفي مقدمة برامجها، واعتبرت سموها أن كافة قضايا التنمية والتقدم التي ينشغل بها المجتمع الدولي اليوم، يجب أن تبدأ بصون كرامة الطفل وحفظ حقوقهم في التعليم وفي حياة صحية طبيعية.

وشددت سموها على أهمية مراعاة معايير عالية من الجودة عند تصميم البرامج التي تستهدف توفير التعليم والرعاية للأطفال، وأشارت إلى أن التعامل مع هذه المهمات وكأنها مجرد إرضاء للضمائر لن يساعد في تحقيق نتائج حقيقية، وسيكون بمثابة إدارة للأزمات الاجتماعية وليس حلاً لها، ولن يحدث فرقاً جوهرياً في مسيرة العالم نحو التنمية.

وجاءت تصريحات سموها، خلال زيارة سمو الشيخة جواهر القاسمي إلى جمهورية باكستان الإسلامية، يرافقها وفد من مؤسسة القلب الكبير، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، حيث زارت سموها مجموعة من مؤسسات رعاية وتعليم الأطفال ذوي الدخل المحدود، ومراكز دعم اللاجئين في العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور، التقت خلالها بعدد من المسؤولين الباكستانيين والدوليين العاملين هناك.

وكانت سموها قد وصلت باكستان لحضور الجلسة الافتتاحية لـ “المؤتمر الدولي حول مرور 40 عاماً على اللاجئين الأفغان في باكستان” على رأس وفد ضم، الشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، وسعادة نورة النومان، رئيسة المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وإرم مظهر علوي مستشار أول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ومريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير، وريم بن كرم مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.

واستمعت سموها خلال لقاءها بمسؤولي عدد من المؤسسات والمنظمات الباكستانية لشرح حول الأوضاع المتعلقة بالرعاية والتعليم للأطفال والعائلات من ذوي الدخل المنخفض وأيضاً لأوضاع اللاجئين واحتياجاتهم هناك، وناقشت معهم سبل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم والآليات المناسبة التي على المجتمع المحلي والدولي اتباعها لتوفير الدعم بما يتناسب مع غايتهم وأهدافهم.

تعليم الأطفال استثمار في المستقبل

وقالت سموها: “التعليم يعني الأمل للمجتمعات والأفراد، والقوة التي بها يواجهون تحديات واقعهم، والمدخل لتحقيق التكافؤ بين الأمم والشراكة في الإنتاج والعطاء، أما التعليم للأطفال بشكل خاص، فهو حق إنساني طبيعي يوازي الحق بالحياة، لأنه يمنح الأفراد حياةً تصون كرامتهم وكبريائهم وتمكنهم من الشعور بالأمن والاستقرار، وأساس التطور لأي أمة والتعايش السلمي العالمي، كما أنه أداة بناء شخصية سوية متوازنة تؤمن بالعدالة وتنبذ الكراهية والتعصب، ما يعني أن تعليم الأطفال هو استثمار في المستقبل، ويسهم في تسريع الخلاص من مشكلات التفكك والصراع التي تعيشها الكثير من المجتمعات”.

العلم قوة للفتيات وركيزة لتوازن المجتمعات

وشددت سموها على أهمية تعزيز جهود العالم بمنظماته ومؤسساته المدنية والرسمية على توفير التعليم للفتيات في المجتمعات منخفضة الدخل، وقالت سموها: ” تعليم الفتيات ليس مجرد حصول على معلومات جديدة، بل هو سلاحهن للمستقبل، وقوتهن في مواجهة كافة أشكال التحديات الاجتماعية والاقتصادية، لذلك يجب على الأسر والآباء على وجه التحديد أن ينظروا للتعليم كونه أهم من الزواج المبكر لأنه شرط لزواج ناجح ومجتمعات مستقرة ومتوازنة تنعم بقيم العدالة وتكافؤ الفرص والتنافسية”.

وأضافت سموها: “عند التعامل مع تعليم الفتيات في المجتمعات منخفضة الدخل، علينا أن نبدأ من تعزيز الثقة لدى الفتاة نفسها، وتشجيعها على التمسك بحقها في التعليم وعدم التنازل عنه، علينا أن نغير مفاهيمهن حول أن الفتاة تأتي في الدرجة الثانية، وأن حقوقها قضايا ثانوية تقبل المساومة، نحن بحاجة للفتاة الواثقة حتى ننهض بالمجتمع ونعزز تماسكه ونثريه بالمواهب والقدرات والطاقات”.

وتابعت سموها: “وعلى الرغم من أهمية التعليم للوصول إلى مجتمع أفضل من النواحي كافة، إلا أن الجهود الدولية لا تزال متواضعة أمام استحقاقات توفيره لكافة الأطفال في هذا العالم. لا يزال هناك الكثير من المحرومين من التعليم الأساسي ما ينذر بأن الأهداف التنموية للألفية الثالثة لم تستوف الركن الأساسي من عوامل تحقيقها وهو التعليم والرعاية الصحية، بكل ما يعنيه هذين القطاعين من أمن وتقدم اجتماعيين”.

وبينت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أنها التقت خلال زيارتها لباكستان بأشخاص تفوقوا في العطاء بتوفير التعليم للأطفال على الكثير من المؤسسات والمنظمات، واعتبرت أن هذه النماذج تؤكد أن العالم يستطيع بذل المزيد، وأن كل فرد فيه قادر على المساهمة بحسب قدراته في توفير مستحقات الحياة للأطفال الفقراء”.

أيوب معلم الفقراء

وشملت زيارات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مدرسة المعلم أيوب في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ورافقتها معالي الدكتورة فردوس عاشق أوان مستشار رئيس وزراء باكستان لشؤون الإعلام، وسعادة حمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات في باكستان، وكان في استقبالها مؤسس ومدير المدرسة السيد محمد أيوب وعدد من الطلاب والطالبات.

وتعمل “مدرسة أيوب” بنظام التعليم المفتوح، حيث يتلقى الطلبة محاضراتهم ودروسهم في ساحة حديقة عامة مكشوفة في العاصمة إسلام آباد بالقرب من مقر النواب الباكستاني، واختار مؤسسها أن تكون في مكان عام وبارز ليذكر الجمهور بأهمية توفير فرص التعليم للأطفال من ذوي الدخل المنخفض.

وأسس أيوب، الذي كان يعمل رجل إطفاء، مدرسته في الهواء الطلق في العام 1982، بعد أن شاهد مدى الظلم الذي يلحق بالأطفال المحرومين من الدراسة بسبب ضيق حال أهاليهم، خاصةً أن العديد منهم يسقط في براثن الجريمة أو الإدمان على المخدرات أو يتعرض للاستغلال والعنف مما يفاقم المشكلات التي يعاني منها المجتمع الباكستاني، وكان يوفر متطلبات الطلاب من كتب وقرطاسية على نفقته الخاصة من دخل وظيفته في الدفاع المدني.

وبدأ “أيوب” العمل في مدرسته بإمكانيات متواضعة وعدد محدود من الطلاب والطالبات، ليصل الآن إلى مئات الطلبة الذين يتلقون تعليمهم مجانا سنوياً هناك، ويساعد المعلم أيوب في تدريس الطلاب مجموعة من الفتيات والشبان الذين تخرجوا من مدرسته، ويسعى المعلم أيوب إلى توفير غطاء لساحات التدريس التي يقدم فيها خدمات التعليم لحماية الأطفال من تقلبات الطقس هناك، ويطمح في أن يستطيع توفير مبنى خاص لتطوير مدرسته التي أسسها قبل 37 عاماً.

وأثنت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على مبادرة محمد أيوب وشجاعته وإصراره على القيام بعمل ذا قيمة لمساعدة الأطفال الفقراء في بلده ولدعم طموحات مجتمعه على الرغم من ضعف الإمكانيات، وأشارت سموها إلى أن أيوب يشكل دليلاً على إمكانية مواجهة تحديات المجتمعات بمبادرات بسيطة، وشجعت سموها الفتيات في المدرسة على مواصلة التعليم وعدم الخضوع للظروف التي قد تحول دون تحقيق أحلامهن، وطالبت سموها المجتمع الدولي ومؤسساته باحتضان مثل هذه المبادرات والاستفادة منها لتعميمها في المجتمعات الأخرى.

قرى الأطفال

وزارت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مركز قرى الأطفال في باكستان SOS وهي منظمة عالمية تعنى بشؤون الأطفال وعائلاتهم في حالات الكوارث والصراعات أو الأزمات الاجتماعية، وتعمل على ضمان حصول الأطفال على خدمات التعليم والرعاية والدعم النفسي، إلى جانب توفير مقومات الإيواء والمعيشة والرعاية للأطفال الأيتام.

والتقت سموها خلال الزيارة إدارة المركز والمشرفين على قرى الأطفال، واستمعت منهم إلى شرح حول آليات عمل المركز وكيفية التنسيق بين الفروع والتحديات التي تواجه مساعيهم نحو توفير التعليم والرعاية ومقومات الحياة الطبيعية للأطفال الفقراء والأيتام.

وأشارت سموها في حديثها خلال اللقاء، إلى أن ما تقوم به إدارة المركز والمشرفين والعاملين، يتجاوز مجرد العمل من أجل الأطفال، بل هو استثمار في جيل كامل عبر تعويضه عن مشاعر العطف والحنان والاهتمام التي اعتبرتها سموها في غاية الأهمية لبناء مجتمع حيوي متعاون ومنتج.

وبحثت سموها مع إدارة المركز أهم التحديات التي تواجههم خلال العمل في بلد لا يزال يعاني تبعات الصراعات والأزمات الإقليمية، ودعت المجتمع الدولي إلى إطلاق وتبني المزيد من المبادرات ذات الأثر الاجتماعي المستدام ودعم المبادرات القائمة للتمكن من مواصلة أعمالها.

التعليم الجيد للجميع

وتضمّن برنامج زيارات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مدرسة تابعة لمؤسسة سيتيزن في اسلام آباد، The Citizens Foundationالتي تضم تحت مظلتها أكثر من 1600 مدرسة، ، وكان في استقبال سموها الرئيس التنفيذي للمؤسسة وعدد من الإداريين والطاقم التدريسي.

وتتركز المدارس التابعة للمؤسسة بشكل خاص في المناطق الأكثر فقراً في المدن والقرى الباكستانية، ويدرس فيها نحو 250 ألف طالب وطالبة، من الصف التأسيسي حتى الصف العاشر.

وانطلقت “مؤسسة سيتيزن” في باكستان بتاريخ 1995 بخمسة مدارس فقط وكانت تضم وقتها 700 طالب، وهي مؤسسة خيرية معنية ببناء وإدارة الدارس المخصصة للفقراء وذوي الدخل المنخفض.

وتعد المؤسسة بأنها أكبر مصدر لوظائف النساء الباكستانيات، حيث يعمل فيها أكثر 12000 معلمة ومديرة. وتحرص المؤسسة على اقناع الأهالي بإرسال أبنائهم وبناتهم للتعليم ووفرت في سبيل تحقيق ذلك طاقماً متخصصاً يقوم بزيارة الأهالي وطمأنتهم على مصير أبنائهم في المدارس التابعة لها.

وتحدثت سموها أثناء الزيارة عن أهمية التعليم في تحقيق التقدم الاجتماعي وتصحيح المفاهيم والأفكار السلبية التي تنشأ بفعل الحرمان وغياب التعليم، وأشادت سموها بقدرة المؤسسة على تحقيق المنجزات وتوفير التعليم على الرغم من الظروف الصعبة التي تعمل في إطارها، وحثت سموها الشباب والفتيات على مواصلة التعليم لدعم تقدم بلدهم وتحقيق طموحاتهم المشتركة.

تنمية رعاية المرأة في لاهور

وتضمن برنامج زيارات سمو الشيخة جواهر القاسمي، زيارةً لمركز تنمية المرأة في إسلام آباد، وكان في استقبال سموها مسؤولين عن مجلس إدارة المركز، وممثلوا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وعدد من الفتيات والنساء المتدربات، إلى جانب مشرفات ومدربات في المجالات المختلفة التي يقدمها المركز للباكستانيات واللاجئات الأفغانيات في باكستان.

وكان المركز قد تأسس في عام 1973، وبعد اندلاع الصراعات في أفغانستان استقبل ودرب عدداً كبيراً من اللاجئات لمساعدتهن على تخفيف معاناة الظروف الصعبة لعائلاتهن وعلى الاندماج في المجتمع المحلي، وبلغ عدد منتسبات المركز من اللاجئات الأفغانيات 3500 لاجئة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 5000 خلال المرحلة المقبلة من التدريب المهني.

ويقدم المركز دورات تدريبية وتأهيلية في أكثر من 25 مهارة وحرفة مختلفة، بالإضافة إلى دورة دراسية لمدة عام في دبلوم تصميم الأزياء والتجميل وتكنولوجيا المعلومات.

وتجولت سموها في قاعات المركز وأقسامه والتقت المشرفات والفتيات المتدربات، وأبدت سموها خلال حديثها معهن إعجابها بالمستوى المهني المتطور الذي وصلن إليه، وأشارت إلى أن المنتجات الصادرة عن المركز بأيدي فتيات محليات ولاجئات تفوق في جودتها المنتجات العالمية في مجتمعات مرفهة، ودعت المؤسسات والمنظمات إلى دعم الترويج لهذه المنتجات وفتح الأسواق المحلية والعالمية أمامها كونها تشكل وسيلة لتطوير مجتمعات بأكملها.

وأثنت سموها على إصرار الفتيات على التعلم وتمسكهن بحقوقهن في الشراكة الطبيعية والكاملة في كافة مجالات الحياة، ودعتهن للاستمرار بهذا النهج، وأشارت إلى أن الفتيات المتدربات في المركز يشكلن مشهداً جميلاً بطاقاتهن وشجاعتهن، ودليلاً على قدرة المرأة على المبادرة لتمكين ذاتها والارتقاء بدورها ومكانتها في المجتمع، موضحةً أن الله منح المرأة عقلاً لا يقل عن عقل الرجل لتحدد به مصيرها وتصنع مستقبلها.

وأكدت سموها للفتيات المتدربات أن البشر جميعاً عائلة إنسانية واحدة، وأنه من واجب الجميع دعم مثل هذه المراكز لتحقيق غاياتها النبيلة، وشددت على أهمية الإيمان بأن الجهد والمثابرة يصنعان المستقبل، واستحضرت سموها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، وما وصلت إليه من منجزات لم تكن ممكنة قبل 50 عاماً لولا الجهد والثقة بالذات والإيمان بأن النجاح حليف المجتهدين والمخلصين في نواياهم.

وفي نهاية الزيارة شكرت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الحكومة الباكستانية وهيئاتها على احتضان اللاجئين الأفغان لمدة 40 عاماً وعلى رعايتها لهم ومعاملتهم بدون تمييز، وعبرت عن تقديرها لمدى اهتمام المجتمع المحلي الباكستاني باللاجئين الأفغان، وقالت سموها للفتيات: ” في باكستان أنتن في أيدٍ أمينة، ونأمل أن يعود الجميع إلى أوطانهم في القريب العاجل”.

تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي