متابعة – مروة البطة
عندما يبكي الطفل يركض الأبوين بلهفة لكي يهدئانه، باعتقاد منهم أن ذلك لا يفيدهم أو من الخطأ أن يحدث، ولكن على العكس فهناك فوائد فعلاً لبكاء الأطفال.
تعرفوا عليها:
وسيلة للتأقلم
توجد الكثير من القواعد التي يرغب الأطفال في تحطيمها، حيث نلاحظ كثيرا رغبات الأطفال أحيانا إما في تناول الطعام المخصص للكلاب أو في ضرب الأصدقاء أو حتى في عدم الرغبة في الاستيقاظ المبكر، وهي سلوكيات ما أن ترفض من قبل الآباء حتى يقابلها الأطفال بالبكاء، في تلك الحالة يعتبر بكاء الأطفال وسيلة تأقلم مع الواقع، فمع مرور الطفل من حالة الغضب إلى البكاء، فإنه ينتقل كذلك من حالة السعي إلى الشيء إلى حالة الحزن، ليتأقلم مع رفض طلبه.
التخلص من المشاعر السلبية
بينما يعد بكاء الأطفال إشارة لوجود أمر ما خاطئ لديهم، فإن معنى البكاء يتحول لشكل أكثر عمقا بمرور الوقت، حيث يصبح وسيلة التخلص من المشاعر السلبية لدى البالغين، لذا لا ينصح بمنع الطفل الصغير من البكاء خاصة وأن تلك هي وسيلة تخليص الجسم من هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر، والذي لا نرغب دون شك في أن تحتفظ أجساد أطفالنا به، نظرا لدوره في تقليل دور جزء المخ المسؤول عن حل المشكلات.
تحسين المهارات الاجتماعية
قد يندهش البعض من تأثير البكاء فيما يخص المهارات الشخصية للطفل، إلا أن هذا ما يحدث عند ترك المساحة للأطفال من أجل ذرف الدموع دون إيذاء أنفسهم أو من حولهم، حيث يؤدي إطلاق الدموع بحرية إلى اعتياد الطفل على التعبير عن غضبه أو حزنه ببساطة، ما يحسن من كل من المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي لديه.
تطوير السلوكيات
أحيانا ما يؤدي بكاء الأطفال إلى ردود فعل سلبية من جانب الآباء الذين لا يتحملون الأمر، رغم أن الاعتراض على قيام الطفل بالبكاء لا يؤدي في النهاية إلا لمعاناته مع البلوغ من مشكلات إدارة الغضب وفقا للدراسات، حيث ثبت أن الأطفال الذين دائما ما يتم إسكاتهم عند البكاء وهم صغار، يعانون بعد مرور سنوات من أزمات متعلقة بكيفية التعبير عن الحزن وبكيفية التعامل مع الآخرين، لينتج عنها صعوبة في السيطرة على مشاعر الغضب الخاصة.
تخفيف الألم
يساهم البكاء بشكل عام في إفراز عدد من الهرمونات، مثل الأوكسايتوسين وكذلك الإندورفين، وهي الهرمونات التي تحسن من الحالة النفسية عندما تساعد المرء على تجاوز الألم عبر تخفيفه، الأمر الذي ينطبق دون شك على الأطفال الصغار، ما يكشف هنا عن ضرورة عدم السعي إلى منع طفلك من البكاء، عندما يسقط على الأرض من دراجته على سبيل المثال، نظرا لأنها طريقته العملية من أجل التعبير عن حزنه والتخفيف من مشاعر الألم النفسي، وكذلك من أجل تقليل مشاعر الألم الجسدي لديه.