متابعة-جودت نصري
حرقة المعدة أو ما يسمى بارتجاع حمض المريء هي مشكلة يعاني منها عدد كبير من الأشخاص، خاصة بعد تناول وجبة كبيرة، حيث تسبب لهم عدم الراحة والشعور بالحرقة في المعدة، ولكن هذه الحالة ليست سببا للقلق، حيث يمكن إدارتها وتجنبها بسهولة أيضًا. إليك بعض العادات المفيدة التي عليك اتباعها:
أسباب حرقة المعدة
تنتج المعدة حمضاً لهضم الطعام. إذا ظهر هذا الحمض خارج الوجبات (على سبيل المثال في حالات التوتر) أو إذا كانت بطانة المعدة ملتهبة، فيمكن أن يسبب لكِ الألم. وفي بعض الأحيان تعود محتويات المعدة للأعلى؛ فتشعرين بالحرقان في المريء، وهذا ما يسمى “الارتجاع الحمضي المريئي”.
بالإضافة إلى اختيار أنواع الأطعمة، يمكن أن يساعدك تناول الطعام أثناء الجلوس بهدوء والمضغ جيداً. كما يجب عليك تجنّب الملابس الضيقة التي تشدُّ الخصر، في حين يجب تجنّب أيضاً الذهاب إلى السرير مباشرة بعد تناول وجبة طعام.
تنظيم وجبات الطعام لتجنّب حرقة المعدة
يُنصح دائماً بأخذ الوقت الكافي لتناول الطعام ومضغه جيداً، والجلوس دائماً إلى الطاولة بهدوء؛ فعندما يتم طحن الطعام باللعاب الذي يحتوي على إنزيمات هاضمة، سوف يخفف من عمل المعدة عند بدء عملية الهضم في المعدة.
حاولي تقسيم تناول الطعام إلى 4 أو 5 وجبات صغيرة بدلاً من 3 وجبات كبيرة جداً. واحترمي “القاعدة الذهبية” التي تشير إلى تناول وجبة إفطار جيدة، ووجبة غداء أقل دسماً، وعشاء خفيف بالقرب من وقت النوم.
حرقة المعدة وما يجب شربه
يجب أن تشربي كمية كافية من الماء العادي، بدلاً من المياه الغازية التي تجعل المعدة تنتفخ، ومن الأفضل أن تشربي خارج الوجبات؛ لتجنّب عسر هضم الطعام، وفي رشفات صغيرة؛ حتى لا تفرط في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل تجنّب تناول كميات كبيرة من السوائل (الحساء، المرق، إلخ) أثناء الوجبة.
وكوني حذرة أيضاً مع المشروبات الساخنة جداً، والتي تزيد من الإحساس بالحرقان.
وأخيراً، يجب عليك تجنّب القهوة والمشروبات الغازية.
لمكافحة حرقة المعدة
في حين أنه ينبغي تجنّب بعض التوابل، إلا أن البعض الآخر فعّال بشكل خاص في تخفيف الحرقة، وهذا هو حال الكركم الغني بالكاروتينات والبوليفينول. تتمتع جذورها بخصائص مهمة مضادّة للأكسدة ومضادّة للالتهابات وواقية للغشاء المخاطي في المعدة. ويمكن استهلاكه على شكل مسحوق أو على شكل مكمل غذائي.
قومي بالحدّ من استهلاك الأطعمة الدهنية (المقالي، والأطباق مع الصلصات، واللحوم الباردة، والمعجنات، والأجبان، وما إلى ذلك)، فهي تبطئ إفراغ المعدة وتعزز ارتجاع الحمض، وأيضاً الحدّ من الأطعمة الحمضية (الخل والليمون والبرتقال والطماطم وغيرها) فهي يمكن أن تساعد على التهاب بطانة المريء.
كوني على حذر أيضاً من الأطعمة المقرمشة (الخضروات النيئة، قشرة الخبز، البقسماط، إلخ) التي يمكن أن تسبب الأذى، إذ تساعد على التهاب الغشاء المخاطي.
ماذا تأكلين عند الإصابة بحرقة المعدة؟
يُفضل تناول الخضروات، فهي عناصر قلوية تعمل على تحييد الأحماض ومضادات الأكسدة التي تحمي الغشاء المخاطي، والألياف التي تساعد على مكافحة الإمساك (عامل يساعد على ارتجاع الحمض). من الأفضل طهيها بشكل خفيف؛ لجعلها أكثر طراوة وقابلة للهضم.
كما يمكنك تناول الزيوت الغنية بالأوميغا 3 (بذور اللفت، والجوز، والكتان، وما إلى ذلك) ذات الخصائص المضادّة للالتهابات.
ولعل أفضل طريقة لجمع هذين العنصرين المهميْن لحرقة المعدة، هو طبق الخضروات المطهية على البخار، مع القليل من زيت الزيتون على سبيل المثال.