متابعة-جودت نصري
وتشير دراسة حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بهذه الخضروات قد يلعب دورا وقائيا ضد أمراض الأمعاء الالتهابية. تعرف على تفاصيل الدراسة أدناه..
الخضروات الصليبية وتأثيرها على الأمعاء
يؤثر مرض التهاب الأمعاء (IBD) على أكثر من 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. ويظهر على شكل التهاب في جدار جزء من الجهاز الهضمي، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. ومن أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة الصحية، أجرى باحثون من جامعة ماين في الولايات المتحدة دراسة على الفئران لتقييم فعالية الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف، وخاصة تلك التي تشمل براعم البروكلي وغيرها من الخضروات الصليبية.
الألياف لحماية الأمعاء
في هذه الدراسة الجديدة، اكتشف الباحثون آثار اتباع نظام غذائي غني بالألياف، بما في ذلك براعم البروكلي، على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء المتضررة من مرض كرون. وتم مراقبة الفئران، المقسمة إلى أربع مجموعات، بعناية لرصد تطور الأمراض المعوية المزمنة في مرحلة مبكرة. تم إجراء تقييم الأعراض في الفئران الأحداث (من أربعة إلى ستة أسابيع) والمراهقين (من سبعة إلى تسعة أسابيع).
تم هندسة فئران الدراسة وراثيا لتكون ناقصة في الإنترلوكين (IL-10-KO)، وهو البروتين الذي ينظم المناعة ويساهم في تحمل الكائنات الحية الدقيقة المعوية الطبيعية. قبل أن يتسبب الباحثون في ظهور أعراض مرض كرون، تناولت الفئران نظامًا غذائيًا يتكون من براعم البروكلي لمدة سبعة أيام. لمدة 15 إلى 16 يومًا بعد الإصابة، قام الباحثون بمراقبة وزن الفئران بانتظام وجمعوا عينات من البراز لتقييم علامات التهاب القولون.
وكانت النتيجة أن “الفئران التي تناولت حمية البروكلي كان لديها تركيز أعلى من المستقلب المضاد للالتهابات”.
البروكلي لعلاج التهابات الأمعاء
وقالت المؤلفة الرئيسية لولا هولكومب، وهي طالبة دكتوراه في كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية والهندسة بجامعة ماين: “لقد وجدنا العديد من النتائج المثيرة في هذه الدراسة”. “أولاً، أثبتنا أن الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا من براعم البروكلي كان لديها تركيز أعلى من المستقلب المضاد للالتهابات”. بالنسبة للعدوى، يتم استدعاء السلفورافان في دمها. وتحدد: «حتى عندما كانوا يعانون من ضعف المناعة والتهاب القولون، فإن هذه الزيادة في مادة السلفورافان تحميهم من أعراض خطيرة، مثل فقدان الوزن، ووجود دم في البراز، والإسهال».
وشددت أيضًا على أن النتائج التي تم إجراؤها على الفئران الأصغر سنًا كانت مشجعة بشكل خاص. وأظهرت الأخيرة أعراض مرضية أكثر اعتدالا، وميكروبيوم أمعاء أكثر ثراء، وتشابه أقوى بين المجتمعات البكتيرية، مما يشير إلى تنوع بكتيري أقوى.
وفي الختام، يقول الباحثون إن براعم البروكلي، التي تتميز بسهولة زراعتها ومتوفرة في محلات البقالة، يمكن استخدامها كعلاج للمرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء. يفتح هذا الاكتشاف الطريق أمام أساليب غذائية جديدة للتخفيف من أعراض هذه الأمراض المنهكة.