متابعة-جودت نصري
يصاب الأطفال بالسمنة بنسبة كبيرة، وأصبحت سمنة الأطفال وزيادة الوزن من سمات العصر. ويعاني الكبار أيضًا من السمنة، التي تسبب أمراضًا خطيرة لجميع الفئات العمرية. وقد تكون هناك أسباب لا تلاحظها الأم تتسبب في زيادة وزن الطفل، وكذلك أسباب تمنعه من فقدان هذا الوزن الزائد.
تأثير الجينات الوراثية
ربما يكون طفلك قد ورث عدم قدرة جسمه على تحويل الطعام إلى طاقة منك ومن الأب، حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً في قدرة الجسم على القيام بعملية التمثيل الغذائي، وهي الطريقة التي يحول بها الجسم الطعام إلى طاقة.
فإذا كان جسم الطفل بطيئاً في حرق السعرات الحرارية كالمعتاد، وحيث يقوم الجسم بحرق السعرات باستمرار حتى أثناء النوم، فيجب أن تقوم الأم بتوفير نشاطات بدنية وتمارين ترفع معدل الحرق الطبيعي عند الطفل.
تأثير الهرمونات
من الطبيعي أن يمر جسم الطفل في مرحلة معينة من نموه بتغيرات وتحولات هرمونية قد تؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على استخدام الطاقة الناتجة عن الطعام.
وكذلك فهناك حالات تؤدي لضعف استخدام هذه الطاقة مثل إصابة الطفل بالسكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية، ولذلك فيجب اللجوء إلى الفحوصات عند الطبيب للتأكد من ذلك.
كما أن الحالة النفسية للطفل ومروره بمشاكل نفسية، مثل طلاق الوالدين أو المشاكل بينهما؛ يؤدي لإصابته بالقلق والتوتر على الدوام، مما يؤثر في قدرته على حرق الطعام والتخلص من الوزن الزائد.
اضطراب النوم
من المعروف أن الإنسان البالغ يحتاج إلى ما لا يقل عن تسع ساعات من النوم، أما بالنسبة للطفل والمراهق فهو بحاجة لساعات أكثر قليلاً.
حيث يساعد النوم الليلي المتواصل والجيد على بقاء عملية الأيض؛ أي التمثيل الغذائي ثابتة، ولكن عدم حصول الطفل على مميزات النوم الصحية يقلل من عملية التمثيل الغذائي، ويصاب بالسمنة وتقل قدرة جسمه على حرق الدهون.
وترتفع بناء على ذلك احتمالات إصابة الطفل بالسكري والسمنة، ولذلك فيجب أن تجرب الأم تنظيم نوم طفلها، وتلاحظ الفرق في قدرة جسم الطفل على فقد الوزن.
اتباع حمية قاسية
تخطئ الأم حين تقرر اعتماد حمية قاسية لطفلها مع ممارسة الرياضة العنيفة، وهي تعتقد أن ذلك يفيد في تخليصه من السمنة وزيادة الوزن.
فعند تقديم كمية قليلة من الطعام للطفل بهدف إنقاص وزنه، فمن الطبيعي أن تصبح حركة التمثيل الغذائي في جسمه بطيئة ويتمسك الجسم بدهونه السابقة بصورة كبيرة.
ولذلك فعلى الأم أن تتوقع الحصول على نتائج عكسية عند اتباع الحمية القاسية، ولذلك فيجب أن تعتمد نظاماً غذائياً متوزاناً؛ بهدف إنقاص وزن طفلها.
أفضل طرق علاج السمنة عند الأطفال
عدم شرب كمية كافية من الماء
تهمل الأم في تقديم الماء بكمية كافية لطفلها، على اعتقاد منها أنه السبب الأول لتكون الكرش لدى الطفل.
ولا تعرف الأم أنه وبدون كمية كافية من الماء يمكن أن تتوقف عملية التمثيل الغذائي في جسم الطفل، حيث تظهر الدراسات أن الماء يساعد الجسم على حرق الطاقة وفقدان الوزن.
إضافة لفوائد الماء في الشعور بالشبع، ويجب أن تقدم الأم الماء لطفلها، سواء عن طريق الشرب أو من خلال الفواكه الغنية به، مثل البطيخ، وذلك لأن الشرب أيضاً يمنح الجسم المزيد من النشاط والانتعاش.
نقص مستوى الكالسيوم في جسم الطفل
من المعروف أن جسم الطفل يحتاج الكالسيوم لتقوية الأسنان والعظام.
ولكن ما لا تعرفه الأم أن الكالسيوم هو عنصر غذائي رئيسي لعملية التمثيل الغذائي السريع، ونقصه يؤدي لنقص عملية التمثيل الغذائي، مما يزيد من وزن الطفل.
ولذلك فيجب أن تحرص الأم على تقديم مصادر الكالسيوم للطفل؛ مثل الحليب والألبان والكثير من الحبوب أيضاً.
ارتفاع التدفئة في غرفة الطفل
قد لا تعرف الأم أن ارتفاع درجة حرارة غرفة النوم الخاصة بطفلها، سواء باستخدام أجهزة التكييف والتدفئة أو زيادة الأغطية فوق الطفل يؤدي لإبطاء عملية التمثيل الغذائي، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة تمنع جسم الطفل من تكوين الدهون البنية المليئة بالخلايا التي تحرق السعرات الحرارية.
ولذلك فعلى الأم أن تختار درجة حرارة مناسبة لغرفة الطفل واستخدام أغطية معقولة وليس مبالغاً فيها، إضافة إلى أن تحاول أن يمارس الطفل نشاطاً بدنياً في حالة الجو البارد؛ لكي يرفع من درجة حرارة جسمه بشكل مناسب لحدوث عملية حرق السعرات الحرارية.
البعد عن الكربوهيدرات
من الطبيعي أن يساعد التخفيف والتقليل من الكربوهيدرات غير الصحية في تخفيف الوزن وحرق الدهون بشكل أسرع في جسم الطفل، رغم أن الجسم يستخدمها في صنع الأنسولين.
ولكن خفض الكربوهيدرات بصورة كبيرة يؤدي لتقليل إنتاج الأنسولين، وبالتالي بطء حرق السعرات الحرارية، ولذلك يمكن الحصول على الكربوهيدرات الصحية من البطاطا الحلوة ودقيق القمح غير منزوع القشر مثلاً.
نظام غذائي عالي الدهون
يجب أن تعرف الأم أن زيادة استهلاك الطفل للأطعمة الدهنية غير الصحية، مثل البرجر والمأكولات السريعة المليئة بالدهون، يؤدي إلى حدوث حالة تعرف بمقاومة الأنسولين لدى الطفل.
وحيث إن ذلك يعني تغير تفكيك الجسم للسكريات والدهون، ولذلك فيجب أن تقدم الأم بدائل لهذه الدهون، مثل تقديم الفواكه والخضروات والفاصوليا والمحار، والفلفل الذي يرفع معدلات الحرق.
كما يجب الحرص على عدم تخطي موعد الوجبات، والحرص على الحصول على ثلاث وجبات رئيسية في موعد ثابت كل يوم.