متابعة-جودت نصري
لا توجد إجابة واحدة؛ تختلف تجربة الإجهاض بين النساء الحوامل، ويجب على كل امرأة أن تمنح نفسها وجسدها الوقت الكافي للراحة والتعامل مع هذه الحالة المؤلمة. قد تشعر بعض النساء الحوامل بانزعاج بسيط ويكون الألم قصير الأمد ويعودن إلى ممارسة الأنشطة في اليوم التالي، بينما تجد أخريات أن آلام الإجهاض أكثر إيلاماً من آلام الدورة الشهرية… وأقل ألماً من الولادة، ولهذا السبب يستشير الطبيب المعالج يصف الأدوية والمسكنات للعلاج، في محاولة لتقليل الانزعاج المرتبط بالإجهاض.
السؤال الأول: ما هو الإجهاض؟
هو خروج الجنين من رحم الأم قبل اكتمال نموه، بحيث لا يستطيع العيش خارج الرحم ولا داخله، أي قبل بداية الشهر السادس أو قبل اكتماله تماماً، والإجهاض غالباً ما يحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
كما أنه من الممكن أن يحدث بعد أسبوع أو أسبوعين من انقطاع الدورة، ويسمى الإجهاض المبكر، أما إذا حدث بعد الأسبوع 24 فإنه يعرف بالإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل.
السؤال الثاني: ما هي أعراض الإجهاض؟
يتفاوت نزيف الإجهاض من الخفيف إلى الغزير، وقد يكون بلون أحمر فاتح أو بني، وتخطئ بعض السيدات، ويعتقدنه دورة شهرية عادية.
ومن أعراض الإجهاض: ألم أسفل البطن، تقلصات أشبه بتلك المصاحبة للدورة الشهرية. وقد تتحول لتقلصات قوية تشبه المخاض.
قد يصاحب النزيف خروج إفرازات وردية غزيرة، أو كتل دموية أو بعض أنسجة الحمل.
وقد يصاحب الإجهاض كذلك: آلام شديدة أسفل الظهر.. الشعور بالضعف.
حمى.. فقدان الوزن
ويحدث أن تختفي أعراض الحمل؛ إذا كان الحمل مؤكدًا بالفعل، وبدأت أعراضه في الظهور.
على الحامل التواصل مع الطبيب، في حال شعرت بأي من هذه الأعراض، إذ يمكن السيطرة على الحالة وتجنب الإجهاض.
السؤال الثالث: ما هي أنواع الإجهاض؟
الإجهاض التلقائي
هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الإجهاض: الأول هو الإجهاض الذي يحدث من تلقاء نفسه لأسباب صحية وتكوينية (مشاكل في تكوين الجنين)، أو قد يحدث بسبب سوء تغذية أو نقص عناصر مهمة لتكوين الجنين في غذاء الأم.
الإجهاض العلاجي
هو الإجهاض الذي يجريه الطبيب في حالة مرض الأم وعدم قدرتها صحياً على الاستمرار في الحمل، بهدف منع ما قد يهدد حياتها من أخطار، أو في حال وجود خطر طبي يهدد حياة الجنين؛ سواء أكان مرضاً أم تشوهاً خلقياً.
الإجهاض المفتعل أو المتعمد
هو الإجهاض الذي تقوم به السيدة أو يقوم به أحدهم لها؛ للتخلص من وجود حمل غير مرغوب فيه، لأسباب صحية ما.
السؤال الرابع: هل يسبب الإجهاض الألم؟
نعم يسبب الإجهاض شعور بالألم، ويزداد كلما ازداد عمر الجنين، ويبدأ بتشنجات خفيفة تزداد حتى يخرج الجنين من الرحم.
يفضل الانتظار مدة 3 أشهر أو أكثر قبل البدء بحمل جديد، لتوفير أكبر قدر من الراحة للجسم.
الإجهاض لا يؤثر على الخصوبة إلا في حالات حدوث التهاب في الرحم ،مثل أمراض التهاب الحوض.
الحمل مباشرة بعد الإجهاض بفترة قصيرة يعتبر خطراً، مع ضرورة الالتزام بموانع الحمل لفترة ، بعد الإجهاض مباشرة.
مع استشارة الطبيب المختص للتخطيط للحمل؛ إذ قد تختلف الفترة التي يحتاجها هرمون الحمل للعودة للصفر بعد الإجهاض من أمرأة لأخرى.
ويعتمد أيضاً على مرحلة الحمل التي حدث فيها الإجهاض؛ فإذا حدث بالأشهر الأولى تنخفض مستويات هرمون الحمل بسرعة أكبر من المراحل الأخيرة… وغالباً يختفي هرمون الحمل من الجسم خلال 9-35 يوماً من إجهاض الطفل.
السؤال الخامس: كيف يتم الإجهاض..”الكورتاج”؟
تعتمد إجراءات عملية الإجهاض على المرحلة التي وصل إليها الحمل، إذ تتم عن طريق إدخال أداة عبر عنق الرحم، وذلك بعد إعطائها تخديراً مناسباً
لإزالة دم الإجهاض، وأنسجة الجنين والحمل خارج تجويف الرحم؛ يتم تنفيذ هذه العملية خلال فترة الأسبوع 7 وحتى 26 للحمل.
قبل القيام بهذه الجراحة يجب على المريضة القيام بفحص جسدي شامل، وكذلك فحص نسائي يدوي.. وفحص بالأمواج فوق الصوتية (ألتراساوند)؛ من أجل التأكد من عمر الحمل الدقيق ومنطقة غرس الجنين.
كما تتم أحياناً فحوصات إضافية، مثل فحص فصيلة الدم في حال احتاجت المرأة نقل كمية من الدم.. ويتم إنهاء الحمل تحت تأثير التخدير الشامل، كما تتم استشارة الطبيب عن وجوب التوقف عن تناول بعض الأدوية، قبل عدة أيام من القيام بالجراحة.
وعلى المرأة أن تمتنع عن الطعام لمدة 8 ساعات تامة قبل الجراحة، بينما يمكن الاستغناء عن هذه العملية أحياناً، واستبدالها بتناول بعض الأدوية،
وهذه الأدوية المجهضة تكون تحت إشراف الطبيب.
وهي مخصّصة لتنظيف الرحم.. وزيادة تقلصاته لطرد خلايا الحمل ودم الإجهاض.. المبكر.. أما في حال حدوث الإجهاض المتأخر، فلا بد من خضوع المرأة لعملية تنظيف الرحم.
وتستمر المرأة في فقدان الدم حوالي أسبوعين، حتى يتخلص الرحم تماماً من بقايا الحمل.
السؤال السادس: إلى متى يستمر ألم الإجهاض؟
قد يستغرق ألم الإجهاض أسبوعاً واحداً على الأقل حتى يهدأ،وجميع النساء اللاتي مررن به يعانين من آلامه، لكن البعض يشعر به خفيفاً، في حين أنه يمكن أن يكون شديداً بالنسبة لأخريات.
إن طلب الإجهاض من الطبيب المتابع..قد يقلل من خطر الألم الشديد، المخاطر المستقبلية كما تساعد أدوية تخفيف الألم الموصوفة في تقليل آلام الإجهاض.
من الأفضل دائماً طلب الإجهاض المبكر، إذا كنت تخططين لعدم مواصلة الحمل، وناقشي بعد ذلك إجراءات تحديد النسل مع زوجك والطبيب؛ لأنه من الممكن مواصلة الحمل بعد فترة وجيزة من الإجهاض.
وسواء كان الإجهاض اختيارياً أو بسبب أي حالة طبية طارئة، فإنه يمكن أن يؤثر الإجهاض على جسد المرأة وصحتها العاطفية. بالإضافة إلى الألم.