متابعة-جودت نصري
الحمل من أصعب الفترات التي تمر بها الحامل في حياتها؛ حيث تشهد تغيراً في مستوى هرمونات الحمل -الإستروجين والبروجيسترون- التي تنعكس على الحامل تحت عنوان «ضباب الدماغ»، ويظهر في صورة تقلبات مزاجية وبعض الاضطرابات النفسية، وتغيرات فسيولوجية، وحدوث مشكلات في الذاكرة والتفكير، ويرجع ذلك إلى تصنيع الجسم لمواد غذائية للجنين على حساب جسم الأم، وأسباب أخرى كثيرة نطالعها بالتقرير التالي، بجانب التعرف إلى أسباب هذه الحالة المرضية وأعراضها ومضاعفاتها أيضاً.
تعريف “ضباب الدماغ”
التفكير المشوش أو ضباب الدماغ هو أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر على قدرة المرأة الحامل على التفكير والقيام بالأنشطة اليومية المختلفة. تشعر المرأة الحامل التي تعاني من ضبابية التفكير بأن عقلها غير صافي، وكأنها تغرق في الضباب.
قد يصاحب التفكير الغامض بعض الحالات الطبية والتغيرات الفسيولوجية، وفي بعض الأحيان يظهر كعرض وحده.
التفكير الغامض ليس بالضرورة عرضًا مستمرًا؛ وقد تتقلب من حيث المدة والشدة، وقد تستمر في بعض الأحيان لفترات طويلة من الزمن.
يحدث الارتباك أو ضباب الدماغ عندما يكون العقل متوترًا أو تحت الضغط.
إذا تُرك الارتباك أو ضباب الدماغ دون علاج، فقد يتطور وقد تؤدي مضاعفاته إلى الخرف المبكر.
تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يستخدمون مهارات متعددة في نفس الوقت غير قادرين على التكيف والتكيف بالسرعة اللازمة. كما أنهم يعانون من ضباب الدماغ.
أعراض ضباب الدماغ أثناء الحمل وبعد الولادة
ومنها: التوتر، واضطراب النوم، والدوخة عند رفع الرأس، والنسيان الشديد لكل شيء.
ضبابية أو صعوبة التركيز في تفسير الرؤية، وأحيانًا تنميل في الأصابع.
صداع متقطع مع ضغط في الأذن وكثرة النوم وتنميل في الجسم.
تشتت الانتباه، والقيام بحركات لا معنى لها، وفي بعض الأحيان عدم فهم مؤقت للواقع.
ثقل في الرأس، وإحساس بوجود شيء ينمو ويضغط داخل الرأس، مع عدم وضوح الرؤية في بعض الأحيان.
ضباب الدماغ… لاستيعاب الوضع الجديد
وفي هذا الصدد، اكتشف باحثون في المركز الطبي بجامعة أمستردام: أن الضباب العقلي، أو ضباب الدماغ، يمكن أن يأتي مع الحمل.
ولا يقتصر الأمر على عدم الراحة والتوتر والحرمان من النوم، ولكن يبدو أن دماغ الأم يتغير فعليًا ليتأقلم مع الوضع الجديد.
كما وجد الباحثون أدلة قوية على وجود علاقة بين الطفرات في هرمونات الحمل والتغيرات الهيكلية في مناطق الدماغ المرتبطة بالتأمل وأحلام اليقظة.
كما وجد الباحثون أن الحمل قد يسبب تغيرات في الدماغ تتعلق بسلوك الأم، مثل مدى الارتباط بينها وبين طفلها.
وفقا للدراسة؛ قد يؤدي الحمل إلى تغيير بنية ووظيفة الدماغ، وقد تساهم هذه التغييرات في سلوك الأم أثناء الحمل، وتمتد لمدة عام بعد الولادة.
ويمكن أن يؤثر أيضًا على العلاقة بين الأم والجنين، ومدى إدراك الأم لإشارات طفلها واستجابتها لها بعد ولادته.
وتوصلت الدراسات إلى هذه النتائج، بعد فحص 40 امرأة قبل وأثناء وبعد الحمل، وبعد عام من الولادة، حيث وجدوا زيادة في التواصل، وتحولات في التركيز من العالم الخارجي إلى الأفكار الداخلية النشطة، وهي حالة مرتبطة بالحمل.
كما أكدت الدراسة أن بنية ووظيفة الدماغ تعود إلى مستويات ما قبل الحمل بعد عام من الولادة.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن العلاقة السببية بين تغيرات الدماغ والاتصال لا يمكن استنتاجها بالتفصيل.
الأسباب الأخرى لضباب الدماغ:
سن اليأس
يصاحب انقطاع الطمث أو الحيض نقص هرمون الاستروجين في الدم. مما يسبب اضطرابات نفسية مثل ضبابية الدماغ والنسيان المفرط.
الإجهاد النفسي
يؤثر الضغط النفسي على الحالة النفسية ويؤدي إلى ضبابية الدماغ. من خلال تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التعامل مع أي خطر، على حساب المناطق المعنية بالتفكير العقلاني.
و هناك:
– التعب المزمن ونقص فيتامين ب12.
– مرض السكري وفقر الدم.
– قلة النوم والاكتئاب السريري.
– قصور الغدة الدرقية والزهايمر.
– التصلب المتعدد، والجفاف.
علاج ضباب الدماغ
لا يعد ضباب الدماغ مرضًا في حد ذاته، ولكنه أحد العلامات التي يمكن أن تصاحب أمراض متعددة. يتطلب علاج ضباب الدماغ تحديد السبب الكامن وراءه وعلاجه. وهناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها للتخفيف من الحالة:
التعامل بشكل جيد مع الضغوط النفسية بالإضافة إلى تهدئة النفس.
اطلب الدعم من زوجك أو من حولك لمساعدتك، أثناء ممارسة تمارين التأمل واليوجا.
تجنب التدخين ولا تشرب كميات زائدة من الكافيين.
الحفاظ على نمط حياة صحي، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: 7-9 ساعات يومياً.
تنشيط الدماغ وتدريبه على حل المشكلات؛ مثل الكلمات المتقاطعة والألغاز.
قم بزيارة الطبيب إذا استمرت أعراض ضباب الدماغ لفترات طويلة.