متابعة-جودت نصري
إن أغلب الأمهات المرضعات يعتقدن، مع أنهن واثقات ومطمئنات، أن الرضاعة نظيفة، أي أنهن واثقات من أنهن لن يحملن طالما أنهن يرضعن مولودهن. وأحياناً لا تتجاوز الشهرين.. وهذه المشكلة التي تتكرر كثيراً تسبب مشاكل صحية للأم التي لم تسترد صحتها بعد.
ما هو مفهوم الرضاعة الطبيعية النظيفة؟
للأسف لازال هذا المعتقد سائداً لدى الكثير من النساء، وهو اعتبار الرضاعة الطبيعية وسيلة منع حمل آمنة ورخيصة وسهلة.
ولكن للأسف أيضاً؛ فهناك نسبة كبيرة من فرص حدوث الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية.
فيمكن أن يحدث ذلك؛ أي أن تكون الرضاعة الطبيعية وسيلة لمنع الحمل ثانية، إذا كانت الأم تُرضع مولودها ليل نهار على مدار الأربع والعشرين ساعة؛ بحيث لا تعطي فرصة للطفل لكي يبكي، وبالتالي يستمر إفراز هرمون الحليب.
وفي حال لجأت الأم إلى أن تُرضع المولود في الليل أكثر من النهار؛ لأن هرمون الحليب يزداد ليلا.ً
وفي حال استخدمت الأم ستة الشهور الأولى من عمر المولود، وهي المناسبة لمنع الحمل أثناء الرضاعة، وعن طريقها كوسيلة لمنع الحمل، وبعد ذلك فلا تفيد الرضاعة النظيفة على الإطلاق، وترتفع فرص الحمل الثاني ما لم تستخدم الأم وسيلة منع حمل مناسبة.
موعد عودة الدورة الشهرية للمرضعة بعد الولادة
تعود الدورة الشهرية بعد ستة أشهر من الولادة غالباً؛ ففي حدود الأربعين يوماً وهي أيام النفاس، تنتهي الفترة التي تنزل فيها بقايا الولادة من الرحم، وتكون علامة انتهائها هو نزول الإفرازات البيضاء.
ومن الممكن أن يمر العام الأول من دون أن تأتي الدورة الشهرية بعد الولادة، وذلك فيما نسبته 50% من النساء حول العالم.
ومن الممكن أن تأتي بعد ستة أشهر من الولادة.
ترتبط الدورة الشهرية بنسبة وكمية الرضاعة الطبيعية؛ لأن الدورة الشهرية يكون مسئولاً عنها هرمونان في الجسم هما البروجسترون والإستروجين، فيما يكون هرمون البرولاكتين هو المسئول عن تكوّن الحليب.
يمكن ألا تأتي الدورة الشهرية للمرأة المرضعة، التي ترضع طفلها بمعدل كل ثلاث ساعات رضعة تامة مشبِعة.
ويمكن القول إن هناك اضطرابات في الدورة الشهرية بعد الولادة، في حال توقف الأم عن الرضاعة الطبيعية، وعدم مجيء الدورة الشهرية.
وفي حال الشك بوجود حمل جديد، ولذلك يجب ألا تتعاطى الأم أيّة أدوية.
وتعتقد الأمهات أن الدورة الشهرية حين تعود، تؤثر على كمية وطعم الحليب أثناء الرضاعة؛ خصوصاً حين تعود بعد انقطاع، والحقيقة أن ذلك لا يحدث على الإطلاق.
المخاطر التي قد تحدث بسبب الحمل أثناء الرضاعة
يمكن أن تحدث أعراض التعب والإعياء على الأم.
يمكن أن يحدث تشقق الحلمة والتهابها بسبب تغيّرات الهرمونات.
أسباب الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية
عدم انتظام الرضاعة الطبيعية.
إدخال الأم للرضاعة الصناعية مع الرضاعة الطبيعية.
أن الأم تأتيها الدورة وهي تُرضع كل شهر بعد انتهاء فترة النفاس.
معتقدات خاطئة حول الحمل والرضاعة بعد الحمل الأول
تعتقد بعض الجدات حسب المعقتدات القديمة، أن حليب الأم يصبح ساماً للرضيع أو ضاراً، في حال الحمل وهي ترضع الطفل الأول، وهذا ليس صحيحاً.
ويعتقدن أن الدورة تفرز في الحليب، بمعنى استحالة حدوث الحمل أثناء الرضاعة.
كما يعتقدن أن المولود يهزل ويضعف ويمرض، إذا أرضعته أمه بعد حدوث الحمل للمرة الثانية.
علامات الحمل أثناء الرضاعة
من الممكن أن تكتشف الأم، أنها قد حملت أثناء الرضاعة؛ حيث تظهر عليها بعض الأعراض العادية مثل القيء والغثيان.
والشعور بالدوخة والتعب.
وكذلك الصداع المستمر.
وفقدان الشهية للطعام.
وكثرة التبوّل.
وعدم مجيء الدورة الشهرية إذا كانت تجيء كل شهر مع الرضاعة.
وسيلة منع الحمل المناسبة لمنع مفهوم الرضاعة النظيفة
يجب أن تحصل الأم على وسيلة منع حمل بمجرد عودة الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية، وخلال ذلك يمكن استخدام وسائل منع حمل موضعية.
يجب أن تتأكد الأم من أن حبوب منع الحمل التي تتعاطها، مخصصة للمرضِعات؛ لكيلا تؤثر على كمية الحليب.
لا يؤثر اللولب كوسيلة لمنع الحمل على كمية الحليب كما تعتقد بعض الأمهات.
ولا يتغير طعم الحليب مع حبوب منع الحمل.
ويجب على الأم أن تهتم بتغذيتها؛ لأن الدورة الشهرية والرضاعة الطبيعية، تؤثر على نسبة الحديد والفيتامينات والمعادن في جسمها، وقد تصاب الأم بالتعب والإعياء والشعور بالإرهاق بسبب الدورة الشهرية مع الرضاعة.
ومن الممكن أن تلاحظ الأم تساقط شعرها خلال الرضاعة، ويجب أن تحصل على مكملات غذائية حسب إرشادات الطبيب؛ لأن بعضها يغيّر طعم الحليب؛ فيؤدي لنفور الرضيع منه.