ركزت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الإثنين، الضوء على تقديم الدولة للمساعدات الإنسانية لكل دول وشعوب العالم المحتاجة والذي أصبح نهجا أساسيا في سياسة الإمارات، وكان آخر خطواتها في هذا الشأن بدء هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملتها الإنسانية لتقديم المساعدات للأسر المتضررة من بركان “تال” في الفلبين، إضافة إلى إعلان استعدادها لدعم الصين بعد انتشار فيروس “كورونا الجديد”.
إمارات الإنسانية والتسامح
فتحت عنوان “إمارات الإنسانية والتسامح”، قالت صحيفة “البيان”: “باتت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً للعطاء والتسامح وتقديم المساعدات الإنسانية لكل دول وشعوب العالم المحتاجة، وبات العطاء نهجاً أساسياً في سياسة الدولة التي أخذت على عاتقها دعم جميع الدول الشقيقة والصديقة القريبة والبعيدة، سواء أكان ذلك في مجال دعم المشاريع التنموية أو من خلال الاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات، وبما يدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول، والتخفيف من حدة المعاناة الإنسانية فيها، وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المجالين الإنساني والتنموي، ونالت بذلك إشادات وتقديرات الدول والمنظمات الدولية”.
وتابعت: “وقد أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقيم الإنسانية والتسامح التي تميز مجتمع الإمارات، وقال سموه: “رأينا الإنسانية والتسامح وقد تجلت من خلال حملة الهلال الأحمر الإماراتي التي جمعت مواطنينا مع السكان الفلبينيين لتقديم المساعدات للأسر المتضررة من بركان تال في الفلبين الإنسانية تميز مجتمعنا”. كلام سموه جاء بالتزامن مع بدء هيئة الهلال في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من بركان “تال” في الفلبين”.
وأوضحت، في ختام افتتاحيتها، أن مساعدات دولة الإمارات الخارجية، التي استهدفت 42 بلداً حول العالم، تجاوزت 28.5 مليار درهم، أي ما يعادل 7.79 مليار دولار أمريكي في العام 2018، بحيث اقتربت نسبة المساعدات الإماراتية من إجمالي الناتج القومي الإجمالي الواحد في المئة، متجاوزة في ذلك نسبة 0.7%، وهي النسبة التي أقرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهذا يجعل دولة الإمارات من بين أكبر المانحين في العالم.
جاهزون للدعم والتعاون
من ناحية أخرى وتحت عنوان “جاهزون للدعم والتعاون”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن العالم بأسره في حالة ترقب وتأهب لمواجهة خطر فيروس “كورونا الجديد” الذي تسابق الصين الزمن لتطويقه ومنع انتشاره بكل السبل الممكنة”. وأضافت: “وسط العمل الدؤوب للسلطات الصينية، ليل نهار، تمد الإمارات يدها البيضاء مجدداً، لدعم الدولة الصديقة، مؤكدة الثقة بقدرتها على تجاوز الأزمة”.
وتابعت: “نهج إنساني صادق، ثابت، عبرت عنه تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، في الاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة للصين، والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي للفيروس”.
وذكرت أنه إذا كانت معظم الدول ركزت في تعاملها مع الأزمة على كيفية مراقبة مطاراتها لمنع دخول الفيروس، فإن الإمارات كانت السباقة في مد يد العون بلا حدود، في ظل ما يجمعها من علاقات استراتيجية مع الصين، وحرصاً على المشاركة في كل ما يمكن القيام به لمحاصرة الفيروس ومنع انتشاره في العالم.
وشددت على أن الإجراءات الاحترازية والوقائية مطلوبة، ومنع الشائعات والمعلومات المغلوطة أيضاً مطلوب حرصاً على سلامة الجميع. وقالت في الختام، إن الصين إلى الآن لم تعدم وسيلة في محاولة عزل واحتواء “كورونا الجديد” الذي يبقى بانتظار لقاح، يحتاج تعاوناً عالمياً بحجم التهديد الذي يمثله الفيروس.
كورونا والإرهاب
من جهتها وتحت عنوان ” كورونا والإرهاب”، كتبت صحيفة “الخليج”: “إن الرئيس الصيني شي جي بينج أقر بأن فيروس كورونا ينتشر بسرعة، وأن “الوضع خطِر” بعدما تمكّن هذا الفيروس الجديد من حصد أرواح العشرات في الصين، وانتشاره السريع في عدد من دول العالم، وإعلان حالة الطوارئ في عدد من المدن الصينية، واتخاذ إجراءات وقاية مشددة في مختلف المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية العالمية”.
وذكرت أنه منذ إعلان الصين عن أول إصابة خلال الشهر الماضي، بدأ هذا الفيروس القاتل ينتشر بسرعة البرق في مختلف دول العالم، مشكلاً تهديداً خطِراً لملايين البشر، خصوصاً أن هذا الفيروس لم يكن معروفاً من قبل، ولا يعرف مصدره، كما لم يكتشف له العلاج الناجع حتى الآن.
ورأت أن حالة الهلع التي تجتاح العالم من هذا الفيروس الخطِر مبررة؛ لأنه قادر على تجاوز كل الحدود، والانتشار السريع والفتك بالمصابين به، ما قد يتحول إلى وباء قاتل، إذا لم تتحد البشرية لمواجهته بكل ما لديها من إمكانات مادية وعلمية، حتى لا تتكرر مآسي البشرية، وتواجه تداعيات وباء الطاعون /الموت الأسود/ الذي اجتاح العالم في القرن الرابع عشر، حيث قضى على ملايين البشر، وكان أشد فتكاً في أوروبا؛ إذ تشير الإحصاءات غير الرسمية إلى أن العدد التقريبي لسكان العالم نقص في تلك الفترة من 450 مليون نسمة إلى 350 مليون نسمة، وأن حوالي 45 في المئة من سكان أوروبا ماتوا خلال أربع سنوات.
وقالت الصحيفة: “إن فيروس كورونا مثله مثل الإرهاب، عابر للأوطان والحدود والأديان والألوان، لا يفرق بين البشر، كلهم يمكن أن يكونوا هدفاً له.. هما يشكلان عدوّين لدودين للحضارة الإنسانية والبشرية، إذا لم تتّحد ضدهما، وتتخذ ما يلزم من إجراءات حاسمة للقضاء عليهما.
وأوضحت أن هذا الفيروس المستجد هو واحد من سلسلة فيروسات كورونا التي عرفها العالم مؤخراً، لكنه لم يُكتشَف بعد علاجٌ له، تماماً كالإرهاب الذي عرفه العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وكان حظ الدول العربية منه وافراً من القتل والتدمير والذبح والحرق، إنه أيضاً سلسلة من المنظمات الإرهابية المعادية للبشرية، وتحمل مسميات مختلفة، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و «بوكو حرام»، و«حركة الشباب»، و«دولة الخلافة في بلاد المغرب العربي»، و«الإخوان»، وغيرها من المسميات المشابهة، لكنها كلها محملة بفيروس القتل والإبادة وكراهية الإنسانية.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحيتها بالقول: “إن الإرهاب، وفيروس كورونا وغيره من الفيروسات، تتشابه في الانتشار ونقل عدوى الموت والخوف إلى حيث تستطيع، ما يستدعي المسارعة إلى تكثيف الجهود العالمية لمواجهة هذه الفيروسات الخبيثة، واقتلاعها من جذورها قبل أن تستفحل وتتحول إلى وباء قاتل، كما فعل الطاعون قبل سبعة قرون”.