انطلقت مساء أمس الأربعاء في قلعة الجاهلي بمدينة العين، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان “العين السينمائي”، الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والتي تستمر حتى 25 يناير الجاري، وتضم 56 فيلماً بين الأفلام الطويلة والقصيرة وسينما العالم ضمن 5 مسابقات “الصقر الخليجي الطويل” وتتنافس فيها 5 أفلام، و”الصقر الإماراتي والخليجي القصير”، وتضم 21 فيلماً، و”أفلام المقيمين” وتشهد عرض 10 أفلام، و”الصقر للطلبة” وتضم 16 فيلماً، إلى جانب برنامج “سينما العالم” وعددها 4 أفلام.
وتشهد الدورة الحالية التي تنطلق تحت شعار “سينما المستقبل”، حضور العديد من الضيوف والنجوم، فمن المقرر أن يسير على سجادة “العين السينمائي” الحمراء كل من الفنانين الإماراتيين أحمد الجسمي ومنصور الفيلي ومرعي الحليان ووليد الشحي وفاضل المهيري وخالد علي وياسر النيادي وناصر الظاهري، ومن الخليج طارق العلي وخالد الراجح وأحمد الملا وفريد رمضان وعمار الكوهجي وعبير عبد الله ومحمد شاهين وعبد المحسن الضبعان، ومن العرب عماد النويري وبشرى وشيري عادل وأسيل عمران وديما بياعة وسامر المصري وديما الجندي، كما سيشهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الافتتاحي السوداني “ستموت في العشرين”، وتكريم مجموعة من الفنانين احتفاء بمنجزهم الإبداعي ضمن برنامج “تكريم إنجازات الفنانين”، وهم الفنان الإماراتي القدير ضاعن جمعة والفنانة الإماراتية مريم سلطان والفنان الكويتي طارق العلي والفنان المصري أحمد بدير.
وعلى قدم وساق مضي مهرجان العين السينمائي إلى غايته متحدياً الصعوبات وراسماً فضاءه في المحيط الخليجي والعربي والدولي بفضل الجهد الذي بذله مؤسس “العين السينمائي” ومديره العام عامر سالمين المري الذي استطاع خلال فترة وجيزة من الزمن تبلورت في 7 أشهر منذ انطلاق الدورة الأولى في مايو 2019، أن يتحدى ظروفاً كثيرة استعداداً للدورة الثانية، بروح المغامرة والتحدي والإصرار، ليسهم في إحداث حراكاً فنياً، ويدعم صناع سينما المستقبل، ويجمع بين الفن والتاريخ والسياحة معاً في مهرجان واحد، لاسيما أن مدينة العين هي الحاضنة لفعاليات المهرجان، والتي تتمتع بالعديد من المعالم التاريخية، والأماكن السياحية الخلابة، إلى جانب اختيار المعلم التاريخي المهم في دورة هذا العام ليشهد حفلي الافتتاح والختام.
وعن تحضيرات ما قبل الافتتاح أكد عامر المري، أنه منذ انطلاق الدورة الأولى من العام الماضي، عمل على شيء قد يراه البعض أنه مستحيل، إذ دشن دورتين في عام واحد، وربما يعود السبب في ذلك إلى إيمانه العميق بضرورة تثبيت موعد إقامة المهرجان – يناير من كل عام – في ظروف تتلاءم مع الطبيعة الساحرة التي تصل إلى ذروتها في فصل الشتاء داخل الدولة، ويكاد يجزم أن هذه الدورة بالنسبة له كمؤسس للمهرجان بمثابة «دورة التحدي» بكل المقاييس، إذ تمثل ذلك في مواصلة الجهد من أجل اختيار الأفلام، ومن ثم التواصل مع صناع السينما حول العالم، وهو ما يؤكد أننا كنا بالفعل في سباق مع الزمن حيث تجاوز كل هذه الصعاب بسبب علاقته الوطيدة مع العديد من صناع السينما في الوطن العربي والعالم، فضلاً عن السمعة الطيبة التي اكتسبها المهرجان في غضون دورة واحدة، لكنها تركت إثراً في المحيط السينمائي الكبير، وأصبح من ضمن قائمة أهم المهرجانات الخليجية والعربية والعالمية، خصوصاً في ظل تعطش صناع الفن السابع إلى منصات حقيقية تضيء على تجارب محلقة وتتفاعل معها بمعايير فنية خالصة.
وأوضح مؤسس المهرجان، أن هذه الدورة الاستثنائية التي تم تنظيمها باحترافية عالية من قبل اللجنة المنظمة لشركة “سنما فيجن فيلمز” الإماراتية، تجسد المساعي التي بدأها المهرجان منذ انطلاقته لترسيخ مكانة المهرجان الذي استطاع في دورته الأولى أن يرصد العديد من الإنتاجات المحلية والعربية والخليجية والدولية، ومن ثم إبراز وجه آخر للمنافسات القوية التي حلقت في سماء “دار الزين” التي يلتقي على أرضها اليوم الفن والتاريخ بحضور مشاهير ونجوم الفن السابع.
وأشار المري إلى أنه في خلال 7 أشهر عمل ليلاً نهاراً مع فريق العمل، من أجل الاحتفاء بالسينما ودعم صناعها وخصوصاً الشباب منها، والسعي وراء اختيار أفضل الأفلام وبمستوى فني عال، وعرضها على شاشات “العين السينمائي”، فضلاً عن توقيع اتفاقيات ومبادرات حقيقية لخدمة صناع “الفن السابع”، والتي سيتم الكشف عن تفاصيلها خلال فعاليات المهرجان، متمنياً أن تكون هذه الدورة أيضاً استثنائية للنجوم والضيوف والزوار، ويعيشون حالة سينمائية فريدة من نوعها، في ظل اختيار الموعد الجديد للمهرجان وسط الأجواء الشتوية الإماراتية الخلابة، ومع اختيار أيضاً المعلم التاريخي «قلعة الجاهلي» الذي يشهد حفل الافتتاح والختام، وأن يكون المهرجان قد وصل إلى هدفه المنشود بأن يكون الداعم الحقيقي لسينما المستقبل.