متابعة- يوسف اسماعيل
تاريخ 29 سبتمبر 1982 شهد واقعة مروعة في قرية إلك غروف بولاية إلينوي، حيث توفيت الطفلة ماري كليرمن البالغة من العمر اثني عشر عامًا بعد تناولها كبسولة قوية من دواء تايلنول. وفي نفس اليوم، توفي آدم جانوس من قرية آرلينغتون هايتس أيضًا بعد ابتلاعه كبسولات من نفس الدواء. وما لبث أن توفي أيضًا أخوه ستانلي وزوجته ثيريسا في ليسل إلينوي بعد تناولهما كبسولات من نفس العلبة. وفي الأيام التالية، توفيت ماري مكفارلند من مدينة إلمهورست، وباولا برنس من شيكاغو، وماري رينر من مدينة وينفيلد في حوادث مشابهة.
عندما أدركت السلطات أن جميع هؤلاء الأشخاص تناولوا تايلنول قبل وفاتهم، قامت بإجراء اختبارات سريعة كشفت وجود السيانيد في العلبة. وبعد ذلك، تم إصدار تحذيرات عبر وسائل الإعلام والإذاعات لتنبيه سكان منطقة شيكاغو بعدم استخدام منتجات تايلنول.
توصلت الشرطة إلى أن هناك مصادر مختلفة لتايلنول تم التلاعب بها، واستبعدت أن تكون المصانع مسؤولة عن ذلك. تم التأكيد أيضًا أن العلب التي تم التلاعب بها تأتي من شركات صيدلانية مختلفة. ونظرًا لأن الوفيات السبعة وقعت جميعها في منطقة شيكاغو، فإن الشرطة استبعدت فرضية التخريب أثناء الإنتاج.
بدلاً من ذلك، توصلت الشرطة إلى أن هناك مشتبهًا يعتقد أنه حصل على علب تايلنول من منافذ البيع بالتجزئة. واستنتجت أيضًا أن مصدر التلاعب في العلب ربما يكون في محلات السوبرماركت ومحلات بيع الأدوية. واستمرت التحقيقات لعدة أسابيع، وتم العثور فيما بعد على ثلاث علب أخرى ملوثة بالسيانيد بالإضافة إلى الخمس قوارير التي أدت إلى وفاة الضحايا.
لضمان راحة الجمهور، قامت شركة جونسون آند جونسون بتوزيع تحذيرات للمستشفيات والموزعين وأوقفت إنتاج تايلنول في المصانع المشتبه بها. كما قامت بسحب جميع عبوات تايلنول الموجودة في الأسواق وأجرت تحقيقًا داخليًا لتحديد كيفية تلاعب العبوات بالسيانيد.
بعد التحقيقات الشاملة، تم القبض على شخص يدعى جيمس لينج وهو صيدلي سابق يعمل في إحدى الصيدليات المحلية. تم العثور على أدلة تربطه بتلاعب العبوات ووضع السيانيد فيها. خلال التحقيقات، اعترف لينج بأنه قام بهذه الأعمال الإجرامية بدافع الانتقام، حيث كان يروج لأنه تعرض للظلم في السابق من قبل أحد الأشخاص الذين توفوا في تلك الحوادث.
تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد جيمس لينج وتمت إحالته للمحاكمة. في عام 1984، أدين بتهمة القتل وتعرض للحكم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
هذه الحادثة المروعة في إلك غروف تسببت في تعزيز إجراءات السلامة في صناعة الأدوية والتحقق الأكثر دقة من سلامة ونقاء المنتجات المباعة في الأسواق. كما أدت إلى زيادة الوعي بأهمية تأمين سلاسل التوريد والتحقق من سلامة المنتجات في صناعة الأدوية.