متابعة-جودت نصري
لعل أحد أبرز الصعوبات في علاج السرطان، هو مقاومة العلاج. لكن دراسة نُشرت في 2 أغسطس 2023 في مجلة Nature تقدم بعض الإجابات عن علاج يمكن أن يقلل من النقائل (انتشار الخلايا السرطانية) ويحدُّ من مقاومة الأدوية لدى بعض المرضى المصابين بالسرطان. فماذا جاء في تفاصيل الدراسة؟
بروتين يعزز مقاومة الأدوية
كجزء من عملهم، ركز باحثون من CNRS وInserm على الانتقال الظهاري واللحمة المتوسطة (EMT). هذه الآلية “تنظِّم بدء الورم وتطوره وانتشاره ومقاومته لعلاج السرطان”، كما يكتب المتخصصون في مقدمة عملهم.
لذا، فإنَّ فهم هذه الآلية واكتشاف أفضل طريقة لإيقافها ضروري لتحسين الإدارة العلاجية للسرطان. أشارت دراسات سابقة إلى دور بروتين يسمى نيترين -1 في مقاومة العلاج لدى مرضى السرطان. وبشكل أكثر تحديداً، تم إثبات دوره في العديد من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة أو سرطان الجلد أو حتى سرطان الثدي النقيلي. في معظم حالات سرطان بطانة الرحم، أي السرطانات الموجودة على الجدار الداخلي للرحم، تزداد كمية النترين- 1. لذلك يعمل الباحثون على علاج قادر على منع هذا الانتشار.
الأجسام المضادّة يمكن أن تقلص الخلايا السرطانية
لإجراء أبحاثهم، قام المتخصصون بإعطاء الجسم المضادّ لـnetrin-1 (NP137) الذي تمَّ إنشاؤه في المختبر للفئران المصابة بالسرطان والمقاومة للعلاج. أدت هذه التجربة إلى انخفاض في عدد الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، يتم حالياً اختبار الجسم المضاد لـnetrin-1 (NP137) على 14 مريضة مصابة بسرطان بطانة الرحم. وجد الباحثون أن “NP137 لا يقلل من عدد الخلايا السرطانية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تثبيط الانتقال الظهاري واللحمة المتوسطة(EMT)، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة حساسية الورم للعلاج الكيميائي”.
لذلك، فإنَّ هذه النتائج واعدة. في الواقع، “لدينا مرضى يرون أن ورمهم يتقلص بشكل كبير وقد نجحنا في تثبيت جزء كبير من المرضى، وهذا يعني أن مرضهم لا يمكن أن يتطور”، يلخص باتريك ميهلين، مدير مركز السرطان في ليون. لكن كما أوضح الباحثون، لا تزال التجربة جارية وسيتم إبلاغ النتائج بالكامل بعد التحليل النهائي.