متابعة- يوسف اسماعيل
في فترة بين عامي 1968 و 1969، تعرضت منطقة شمال كاليفورنيا لواحد من أكثر القضايا الجنائية غموضًا في التاريخ، حيث ظهرت آثار جرائم القاتل المتسلسل المعروف باسم “الزودياك القاتل”. بينما يشير التقارير الرسمية إلى خمسة أشخاص قتلهم، يعتقد البعض أن هناك عددًا أكبر من الضحايا الذين لم يتم اكتشافهم أبدًا. وما يجعل هذه القضية أكثر غرابة هو طريقة مشاركة القاتل لنفسه في اللعبة مع الشرطة ووسائل الإعلام.
الزودياك القاتل كان يرسل رسائلًا مشفرة ورسائل تعليق إلى الصحف وإلى الشرطة، تكشف فيها عن دوافعه وهويته المجهولة. وفقًا للتقارير، كتب قائلاً: “أحب قتل الناس لأنه ممتع للغاية”، وتم توثيق هذه العبارات في سجلات مكتب التحقيقات الفدرالي. وأضاف: “إنها أكثر متعة من قتل الحيوانات البرية في الغابة لأن الإنسان هو أخطر حيوان على الإطلاق.”
مع مرور الزمن، لم يتم تحديد أي مشتبه به رسمي في جرائم القتل التي ارتكبها الزودياك القاتل. ومع ذلك، يستمر التحقيق في هذه القضية الغامضة، وقد تم تكريس العديد من الجهود والموارد لمحاولة كشف هوية القاتل وتحقيق العدالة لضحاياه.
تتضمن العقبات التي واجهت التحقيق تشفير الرسائل التي أرسلها الزودياك القاتل، حيث استخدم تشفيرًا معقدًا لإخفاء هويته وتحدي السلطات. على الرغم من جهود العديد من الخبراء والمحللين في محاولة فك رموزه، إلا أنه لم يتم حتى الآن الكشف عن معنى رسائله بشكل كامل.
يبقى الزودياك القاتل لغزًا غامضًا يثير الفضول والاهتمام لدى الجمهور حتى اليوم. ورغم مرور العقود، فإن القضية لا تزال مفتوحة وتستحق الاهتمام والتحقيق المستمر. وقد يأتي اليوم الذي يتم فيه كشف هوية القاتل المجهول وإنهاء هذه الألغاز المروعمع ذلك، يجب أن نذكر أن القضية الخاصة بالزودياك القاتل لم تكن الوحيدة التي شهدتها التاريخ. فعلى مر السنوات، ظهرت قضايا أخرى مماثلة لقتلة متسلسلين يشاركون في اللعبة مع السلطات ووسائل الإعلام، مثل قاتل السلطان الليلي وقاتل الأرقام. ورغم وجود تشابه في طريقة عملهم، إلا أن كل قضية تبقى فريدة من نوعها وتحمل تفاصيلها الخاصة.
يعد الزودياك القاتل واحدًا من أكثر الشخصيات الجنائية إثارة للجدل في التاريخ، حيث لا يزال يثير التساؤلات والنظريات المختلفة بشأن هويته ودوافعه الحقيقية. تاريخ الجريمة مليء بالألغاز والأحداث المروعة، وما زالت الشهوة لمعرفة الحقيقة تدفع الكثيرين لمتابعة التحقيق في هذه القضية.
بغض النظر عن نتائج التحقيق النهائية، فإن الزودياك القاتل سيظل رمزًا للشر والغموض، وسيستمر في تحفيز الكتّاب والمخرجين والباحثين لاستكشاف حياته وجرائمه. ورغم مرور الوقت، فإن مشروع حل هذه اللغز قد يكون ممتعًا ومثيرًا للاهتمام، وربما يومًا ما يتم الكشف عن حقيقة الزودياك القاتل وكشف غموض القضية التي استمرت لعقود طويلة.