متابعة-جودت نصري
العُقد النفسية هي أنماط حسية وفكرية مشوهة تؤدي إلى سلوك غير طبيعي، وعادة ما تكون العُقد عميقة الجذور في نفسية الشخص، حيث تؤثر على كيفية رؤيته لنفسه، وكيف يتصرف تجاه الآخرين، لذلك يمكن أن يكون لهذه العقد تأثير كبير على حياته. لكن ليس معروفاً دائماً كيفية اكتساب الإنسان لعقدة نفسية، سواء كان ذلك أمراً نولد به أو أن بيئتنا تساعد على تشكيله.
في السطور التالية، ستتعرفين إلى بعض العُقد النفسية الغريبة وأعراضها التي تؤثر بشكل واضح على سلوك الإنسان وشخصيته.
عقدة الشهيد
في هذه العقدة النفسية التي تُسمى أيضاً بعقدة الضحية، يحتاج الشخص إلى التعاطف والاهتمام من خلال المعاناة، فالشهيد دائماً ما يضع الآخرين في المقام الأول، على حساب صحته وعافيته، وذلك من أجل الحصول على الاهتمام والرعاية المطلوبين بشدّة.
إذا لم يحصل المصاب بعقدة الشهيد على ما يرغب، يلجأ إلى إيذاء النفس أو الاكتئاب العميق، ويمكن أن يصدر منه أيضاً سلوك سلبي عدواني.
عقدة التفوق
على عكس عقدة النقص التي تجعل الشخص يشهر بأنه ليس جيداً بما يكفي في الحياة، يشعر المصاب بعقدة التفوق بأنه متفوق على كل شيء وعلى الجميع، ويعتقد أنه أفضل من غيره.
وإذا اضطر المُصابون بعُقدة التفوق إلى قضاء الوقت مع الآخرين، فسيكون ذلك لأسباب مُحددة تعود بالنفع عليهم فقط.
عقدة البطل
في عقدة البطل يريد الشخص المُصاب بها أن يكون مركز الاهتمام، لذلك يخلق مواقف يتعين عليه إنقاذ الآخرين خلالها.
على سبيل المثال قد يُشعل الشخص المُصاب بهذه العٌقدة حريقاً ثم يُحاول إنقاذ شخص أو عدة أشخاص ليبدو وكأنه بطل أمام الآخرين.
وعادة ما يتفاخر أي شخص لديه هذه العُقدة كثيراً، بل ويبالغ في أدائه من أجل جذب الانتباه.
ولعل أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذه العقدة هم رجال الإطفاء وموظفو الخدمة المدنية والممرضات والأطباء.
عقدة سندريلا
في عقدة سندريلا التي تُصيب في الغالب النساء، تعتقد المُصابة أنها لا يُمكنها الاعتناء بنفسها، وأنها بحاجة إلى رجل لرعايتها، فالمصابة ترى نفسها أميرة وتنتظر أميراً لإنقاذها.
وغالباً ما ينتهي الأمر بالنساء اللواتي يعانين من هذه العقدة إلى البقاء في علاقات مسيئة، أو منفردات بسبب مشاعر تدني احترام الذات التي يشعرن بها، والتي تعود لاضطرابات نفسية عميقة مثل التبعية للوالدين في الطفولة أو الأمومة المفرطة في الحماية.