متابعة-جودت نصري
المعدة بيت الداء، فإذا تمَّ الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، يمكن تجنّب العديد من المشاكل الصحية، لا سيما الخطيرة منها.
هذا وتشتهر الأطعمة المخمرة بفوائدها، خاصة على مستوى الجهاز الهضمي، نظراً لاحتوائها على البروبيوتك المهمّ للصحة. ولإثبات فعاليتها، قام فريق من الباحثين من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية بتحليل تأثير الخضراوات المخمرة مثل الكيمتشي. فماذا جاء في التفاصيل؟
الأطعمة المخمرة تحتوي على ميكروبات صحية
تحتوي الأطعمة المخمرة بشكل عام على كائنات دقيقة بروبيوتيك، والتي قد توفر فوائد لصحتنا. ومع ذلك، فإن الفوائد المنسوبة إليها تفتقر إلى الأدلة العلمية الكافية، خاصة فيما يتعلق بالخضراوات المخمرة مثل: مخلل الملفوف، المخللات، الكفير، الكراوت (الكرنب الأحمر المخمر)، الكمبوتشا، الفجل وغيرها. مع الرغبة في تقديم دليل على فوائدها، أجرى الباحثون في جامعة مينيسوتا دراسة لمعرفة مدى فعاليتها.
دراسة تثبت التأثير المفيد للخضراوات المخمرة
لإجراء هذه الدراسة، التي نُشرت مؤخراً في مجلة Gut Microbiom، أخذ الباحثون عينات براز من 23 شخصاً يعيشون في مدينتي مينيابوليس وسانت بول في ولاية مينيسوتا الأمريكية. قارنوا عينات من الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة المخمرة بانتظام على مدار العامين الماضيين مع عينات من 24 شخصاً لم يتناولوا الأطعمة المخمرة أو نادراً ما تناولونها.
الخضراوات المخمرة باستخدام اللاكتو مفيدة للميكروبيوم المعوي والأيض،وقد أظهرت هذه الدراسة أن الخضراوات المخمرة لها تأثير معنوي على بعض الوظائف التي تؤديها الكائنات الحيّة الدقيقة في الأمعاء. والمغذيات التي يستخدمها الميكروبيوم لأداء الوظائف الصحية الرئيسية.
وجد الباحثون أن المستهلكين المنتظمين للخضراوات المخمرة لديهم تنوع أكبر في المستقلبات البرازية (المغذيات المعوية الدقيقة) وإنتاج أكبر من المغذيات الميكروبية، مثل الأسيتات والبروبيونات (الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة)، مع الآثار الإيجابية المعروفة على الصحة.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، كايلين جيوز، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ساوث داكوتا، سابقاً في جامعة مينيسوتا: “تدعم نتائجنا البحث الحالي الذي يُظهر أن الأطعمة المخمرة مفيدة للميكروبيوم والأيض في الأمعاء لدى الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً غربياً نموذجياً”.
الجراثيم المعوية، والتي تسمى أيضاً الفلورا المعوية، هي جميع البكتيريا، ولكن أيضاً الفيروسات والكائنات الحيّة الدقيقة الأخرى الموجودة في الجهاز الهضمي.
تتكوّن من 100000 مليار من الكائنات الحيّة الدقيقة من أنواع مختلفة، يصل وزن الجراثيم المعوية بأكملها إلى 2 كيلوغرام لدى البالغين. تساعد على هضم طعامنا، وتقي من أمراض معينة، خصوصاً السمنة ومرض السكري والسرطان.
الأطعمة المخمرة يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية
يقوم فريق الباحثين حالياً بتقييم كيفية توسيع المعرفة العلمية حول الفوائد المحتملة لاستهلاك الخضراوات المخمرة للحفاظ على الصحة. كما أنهم يختبرون تأثير تناول الأطعمة المخمرة الأخرى، مثل الكمبوتشا، على مشاكل الصحة العقلية. المزيد والمزيد من الدراسات تشير إلى وجود صلة بين البكتيريا في الأمعاء والصحة العقلية. هذا يسمى محور القناة الهضمية. يشير أندريس جوميز، الأستاذ المساعد في قسم علوم الحيوان، إلى أن: “النتائج التي توصلنا إليها لها آثار على استراتيجيات الوقاية الصحية القائمة على القوة العلاجية للأطعمة الصحية”، ويؤكد “في المستقبل، يجب أن نختبر التأثير الإيجابي المحتمل المنسوب إلى استهلاك الخضراوات المخمرة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض لها صلة معروفة بالميكروبيوم، مثل السرطان أو السمنة أو الأمراض اللاإرادية.
ما هو تخمير الطعام؟
التخمير هو تحويل الطعام بواسطة كائن حي دقيق في غياب الأكسجين. هذه تسمى “الجراثيم الجيدة”. يستخدمه الإنسان لثلاثة أسباب: لجعله أكثر قابلية للهضم، وللحفاظ عليه لفترة أطول ولإنتاج مادة ذات فائدة.
تعمل عملية التخمير على تغيير الخصائص الغذائية للأطعمة، على سبيل المثال، يمكن أن تزيد من محتوى الفيتامينات أو مضادات الأكسدة، وتؤدي إلى زيادة المركّبات النشطة بيولوجياً. بالإضافة إلى ذلك، ينتج التخمير أيضاً جزيئيات جديدة، والتي يمكن أن تكون مفيدة أيضاً لأجسامنا.
وتخمير الطعام هو ممارسة شائعة في العديد من الثقافات. تظهر الأدلة الأثرية أن البشر قد شاركوا في تخميرالطعام منذ 4300 قبل الميلاد على الأقل.