متابعة-جودت نصري
عادة ما يكون الحفاظ على نظافة البدن أو الملابس أو المنزل علامة على الصحة النفسية الجيدة، لكن عندما يصبح التنظيف هوساً، فقد يكون السبب هو اضطراب عقلي أساسي، لا يمكن السيطرة عليه. فقد يشعر الأشخاص الذين يعانون من وسواس النظافة من شعور دائم بانتشار التلوث عن طريق الأوساخ أو الجراثيم أو الملوثات البيئية أو السموم الكيميائية. وقد يخشون المرض أو الإصابة بأمراض معينة؛ فيقضون ساعات كل يوم في أنشطة طقسية تتركهم سجناء سلوكهم الخاص، ويتخلى عنهم الأصدقاء والأحبة.
دورة الوسواس القهري
لفهم سبب هوس بعض الناس بالنظافة، ينبغي التعرف على دورة الوسواس القهري، وهي:
1. الهواجس
الهوس هو فكرة أو إحساس لا إرادي وتدخلي، يؤدي إلى سلوك التنظيف عن طريق جعل الشخص المصاب بالوسواس القهري يشعر بالخوف من تلوث جسم معين أو سطح ما بطريقة معينة.
2. القلق
الفكر المهووس يؤدي إلى تراكم القلق الذي لا يُحتمل على الإطلاق.
3. السلوك القهري
من أجل التخفيف من القلق، يلجأ الفرد إلى طقوس التنظيف القهري. قد يقيد نشاطه في منطقة واحدة، فيركِّز على غسل اليدين والإستحمام أو تطهير مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة على نحو دائم، أو قد يمتد هذا النشاط إلى حياته بأكملها.
4. تنظيف الإغاثة المؤقتة
هذا التنظيف يجلب الراحة من مخاوف الوسواس. ومع ذلك، فإنَّ الإغاثة مؤقتة فقط. قريباً، تعود أفكار الهوس بالتلوث، وتتكرر الدورة مرة أخرى عدة مرات في يوم واحد.
وسواس النظافة: ما هي أعراضه؟
عادة ما تظهر أعراض الوسواس القهري للنظافة ببطء وتشتدُّ بمرور الوقت، ولكن قد يعاني بعض الأشخاص من ظهور مفاجئ للأعراض التي يبدو أنها تظهر بين عشية وضحاها.
– تميل أعراض الوسواس القهري إلى التقلب مع بعض فترات الأعراض الخفيفة التي يمكن التحكم فيها وفترات أخرى تسمى “التوهجات”، والتي تحدث عندما تسوء الأعراض. غالبًا ما تحدث نوبات اضطراب الوسواس القهري استجابةً للأحداث المجهدة أو التغييرات في الروتين
– تظهر أعراض الوسواس القهري بطريقتين: الوساوس والإكراه، لكن معظم المصابين بهذه الحالة يعانون من كليهما.
– غالباً ما تسبب الأعراض قلقًا وضيقًا كبيرين، ويمكن أن تتداخل هذه الأعراض مع الحياة اليومية، بما في ذلك العمل والمدرسة والعلاقات.
وتشمل الوساوس الشائعة للوسواس القهري:
– التلوث: الخوف من ملامسة العناصر التي قد تكون ملوثة بسوائل الجسم والجراثيم والأوساخ والمواد الكيميائية المنزلية (مثل محاليل التنظيف).
– الكمال: الإهتمام المفرط بالتناسق والكمال في البيئة المحيطة بالمريض، والخوف من نسيان أو فقدان العناصر والمعلومات المهمة، والتركيز الشديد على القيام بالأشياء “بشكل مثالي” لتجنّب ارتكاب الأخطاء.
– ديني أو أخلاقي: الاهتمام الشديد بالصواب مقابل الخطأ، والأخلاق، أو الخوف من الإدانة أو ارتكاب إثم.
أعراض قهرية
تشمل الدوافع الشائعة للوسواس القهري، ما يلي:
– التنظيف والغسيل المفرط: غسل اليدين المفرط أو إجراءات العناية الشخصية (مثل الاستحمام) أو تنظيف الأشياء، مثل مقابض الأبواب وأسطح العمل، للتخلص من الجراثيم.
– الفحص: فحص الأبواب أو النوافذ أو الأجهزة بشكل متكرر للتأكد من أنها مقفلة أو تمَّ إيقافها عن التشغيل.
– الترتيب: أي ترتيب الأغراض بنمط معين أو تنفيذ إجراءات معينة في تسلسل معين.
