أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، أنه من خلال استلهام إرث الأب المؤسس الشيخ زايد “طيب الله ثراه”، والتزامه بدعم العمل الإنساني والتنمية المستدامة، شهد أسبوع أبوظبي للاستدامة على مدى العقد الماضي تطوراً كبيراً حتى غدا وجهة عالمية للاستدامة.
وثمن الجابر رؤية القيادة وتوجيهاتها ودعمها والتي كان لها الفضل الأكبر في أن تصبح دولة الإمارات من أوائل الدول التي عملت على نشر حلول الطاقة النظيفة والمتجددة والاستثمار في حلول الطاقة المتقدمة. وأوضح أن محفظة مشاريع الطاقة المتجددة على المستوى المحلي حققت نمواً بنسبة تزيد على 400% خلال السنوات العشر الماضية.
وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه خلال افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي أقيم، اليوم الاثنين، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، واستهلها بالترحيب بالحضور وتقديم العزاء بوفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، الذي كان قائداً بارزاً ومصدر إلهام لشعبه وللمنطقة وكانت تربطه علاقة أخوة متينة مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ومع القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات.
وأعرب عن أطيب تمنيات قيادة وشعب الإمارات لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان وللسلطنة وشعبها الشقيق.
وقال معاليه “من خلال مبادرات ومشاريع مثل مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية، و”مصدر” وغيرها من المبادرات، أطلقنا مشاريع طاقة متجددة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ حوالي 12 جيجاواط، تتوزع على خمس وعشرين دولة حول العالم”.
ولفت معاليه إلى أهمية التطور التكنولوجي الذي قاد على مدى العقدين الماضيين إلى تحقيق تقدم هائل، وساهم في تحسين مستويات الصحة والدخل وارتفاع المعدل الافتراضي لعمر الإنسان، موضحاً أن تسارع مسيرة التقدم البشري يبرز تحدياً جدياً يتمثل في مدى القدرة على إنتاج الطاقة وتوفير الموارد التي تلبي الاحتياجات العالمية بالتوازي مع ضمان الحفاظ على الكوكب.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات، وفي إطار مساعيها لتنويع محفظة مشاريعها في مجال الطاقة النظيفة، ستصبح هذا العام أول دولة في المنطقة تشغل محطة طاقة نووية سلمية لأغراض تجارية وفق أعلى معايير السلامة والأمان.
وقال “بالتوازي مع تنويع أنشطتنا في مجال الطاقة المتجددة، فإننا نستثمر أيضاً في إنتاج الطاقة من المصادر التقليدية من خلال اعتماد نهج الإنتاج المسؤول بيئياً. وبفضل هذا التوجه، أصبحت دولة الإمارات واحدة من أقل منتجي النفط والغاز في العالم من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية”.
وكشف معاليه أنه، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ستعزز شركة بترول أبوظبي الوطنية /أدنوك/ التزامها بالمعايير البيئية، مشيراً إلى أنه بحلول عام 2030 سيتم خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة إضافية تبلغ 25 في المائة.. وسيتم العمل على الحد من استهلاك المياه العذبة إلى أقل من 0.5 في المائة من إجمالي استهلاك المياه.. كما سيجري زيادة التقاط الكربون وتخزينه بنسبة 500 في المائة، وزراعة 10 ملايين شجرة قرم في منطقة الظفرة بأبوظبي بهدف حماية التنوع البيولوجي في المناطق البرية والبحرية.
وقال معاليه “لقد أعلنت قيادتنا الرشيدة أن عام 2020 سيشهد التركيز على استشراف المستقبل والإعداد والتخطيط للخمسين عاماً المقبلة. وسنركز على الاستفادة من المزايا الفريدة التي تتمتع بها دولة الإمارات، والبناء على قدراتنا التنافسية، وتعزيز نقاط القوة وتطوير كفاءات وإمكانات جديدة”.
وأوضح معاليه أن دولة الإمارات تستثمر في الشباب وبناء اقتصاد قائم على المعرفة وتعزيز ثقافة الابتكار، مشيراً إلى الإنجاز التاريخي الذي حققته الدولة العام الماضي وتمثل في إرسال أول رائد إماراتي إلى الفضاء ونوه إلى أن العام الجاري سيشهد إنجازاً جديداً من خلال إرسال مسبار الأمل إلى المريخ.
وأكد معالي الجابر أن “الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل يتيح لنا إيجاد حلول لتعزيز التنمية المستدامة في الزمن الحاضر”، منوهاً إلى إطلاق جامعة محمد زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم والتي ستسهم في استقطاب أفضل الكفاءات من المنطقة والعالم وتعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لتطوير بحوث الذكاء الاصطناعي.
وشدد معاليه على أهمية جائزة زايد للاستدامة ودورها الفاعل في بناء المستقبل المنشود، مشيراً إلى مساهمة الجائزة منذ تأسيسها في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 335 مليون شخص في 140 دولة.
وقال “تعزز الجائزة نطاق تأثيرها اليوم عبر تكريم مشاريع مبتكرة ومستدامة ضمن فئاتها الخمس والتي تمت بإشراف شركات ومنظمات وكذلك مجموعة من الشباب الذين يمثلون 24 مدرسة تغطي مناطق العالم كافة”.