متابعة- يوسف اسماعيل
تم صناعة “ثور بيريلوس النحاسي” أو “ثور فالاريس” كآلة تعذيب وإعدام في العصور الوسطى، وكانت تستخدم لترويع الأعداء والمعارضين والمجرمين. وقد تم تصميمها في فترة ما بين 570-560 قبل الميلاد من قبل النحات بيريلاوس، وكان يتم وضع الضحية داخل الثور وإشعال النار تحت الثور ليتعرض الضحية للحرق والاختناق حتى الموت. وكان يتم سماع صوت الضحية من خلال آلية خاصة تشبه خوار الثور
.
تم تصميم “ثور بيريلوس النحاسي” لتكون أحد أشكال التعذيب الأكثر وحشية في العصور الوسطى، وكانت تستخدم في العادة لتعذيب المجرمين والمعارضين السياسيين والأعداء الحقيقيين أو المزعومين للدولة. وكانت هذه الآلة الشيطانية عبارة عن وسيلة للإرهاب والترويع، وكانت تستخدم كأداة للترهيب بين الناس.
عند إدخال الضحية داخل الثور، كان يتم إغلاق الباب بحيث يصبح الضحية محاصراً، ومن ثم كان يتم إشعال النار تحت الثور لتقوم بتسخين النحاس وتسخين الهواء داخل الثور، وبالتالي يتم تسريع عملية الحرق والاختناق. وكانت درجة حرارة الثور تصل إلى ما يقارب الـ 400 درجة مئوية، وكان يتعرض الضحية لدرجات حرارة شديدة الارتفاع مع عدم وجود هواء نظيف للتنفس.
يمكن أن تستمر عملية التعذيب في “ثور بيريلوس النحاسي” لمدة ساعات، وحتى يتمكن الضحية من الوصول إلى الموت، كان يتم تشغيل آلية تشبه خوار الثور والتي تصدر صوتاً مرعباً يعكس معاناة الضحية.
كان استخدام “ثور بيريلوس النحاسي” يعد إحدى أكثر أشكال التعذيب وحشية في العصور الوسطى، وتم استخدامها في العديد من الدول والثقافات. ويبدو أن العديد من الأشخاص قد تم تعذيبهم وقتلهم باستخدام هذه الآلة الشيطانية، وكانت تستخدم أحياناً لإظهار القوة والسيطرة على الأعداء.
ومن الجوانب الأكثر إيلاماً لهذه الآلة الشيطانية هي الألم الذي يتعرض له الضحية، حيث يتعرضون لدرجات حرارة شديدة الارتفاع ونقص الأوكسجين، وهذا يؤدي إلى تعرضهم للحرق والاختناق والموت بشكل مؤلم. كما أن استخدام “ثور بيريلوس النحاسي” كان يعتبر شكلاً للتعذيب النفسي أيضاً، حيث كان يتم استخدامها في العادة لترويع الأعداء والمعارضين والمجرمين.
وتعتبر هذه الآلة الشيطانية مثالاً حياً على الوحشية والإرهاب الذي تمارسه الدول والأنظمة السياسية على المعارضين والأعداء والمجرمين، والتي لا يجب أن تكون جزءاً من المجتمعات الحديثة والمتحضرة. ويجب أن يكون تذكيراً لنا جميعاً بأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان والعدالة والإنسانية في المجتمعات الحديثة، والتي يجب أن تكون خالية من أي أشكال من أشكال التعذيب والإيذاء.
حتى الآن، يوجد رسم توضيحي لـ “ثور بيريلوس النحاسي” في متحف التعذيب في بلجيكا، وكانت قصة هذه الآلة الشيطانية مصدر إلهام للعديد من الأعمال الأدبية والفنية.