متابعة _ لمى نصر:

وافق الناخبون السويسريون على قانون جديد لخفض استخدام الوقود الأحفوري وتقليل مستويات التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير، حيث تواجه البلاد مستويات مثيرة للقلق من ذوبان الأنهار الجليدية.

القانون، الذي تمت الموافقة عليه من قبل ما يزيد قليلاً عن 59٪ من الناخبين خلال استفتاء عقد يوم الأحد، يتطلب أن تصل البلاد إلى الصفر الصافي – حيث ستزيل من الغلاف الجوي على الأقل التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب الذي تنبعث منه – بحلول عام 2050.

تستورد سويسرا حالياً حوالي ثلاثة أرباع طاقتها، حيث يأتي كل نفطها وغازها من الخارج.

وجاء في بيان على موقع الحكومة السويسرية يوم الأحد أن “أنواع الوقود الأحفوري هذه لن تكون متاحة إلى أجل غير مسمى وأنها تضع عبئاً ثقيلاً على المناخ”. قالت الحكومة إنها تريد تقليل استخدام النفط والغاز مع زيادة الطاقة المنتجة داخل سويسرا.

يتضمن القانون الجديد تدابير لخفض استهلاك الطاقة ودعم الشركات لاستخدام المزيد من التكنولوجيا الصديقة للمناخ.

تعتزم سويسرا استثمار ملياري فرنك (2.24 مليار دولار) في مساعدة الناس على استبدال أنظمة التدفئة المنزلية التي تعمل بالوقود الأحفوري مع تلك التي تعمل بالطاقة المتجددة، و 1.2 مليار فرنك (1.34 مليار دولار) للشركات لتخضير تقنيتها، أندريه سيمونازي، الحكومة السويسرية المتحدث الرسمي المنشور على تويتر.

سويسرا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 8.7 مليون نسمة، لديها نظام ديمقراطي مباشر، والذي يسمح للمواطنين بإجراء استفتاء وطني على المقترحات التي حصلت على أكثر من 100000 توقيع.

تم تقديم قانون المناخ لأول مرة في عام 2021، بما في ذلك تدابير لزيادة الضرائب على الأنشطة التي تنتج مستويات عالية من تلوث حرارة الكوكب، مثل الطيران وقيادة السيارات التي تعمل بالغاز. لكنها قوبلت بالرفض من قبل الناخبين.

تم اقتراح قانون المناخ الحالي كاستجابة لمبادرة الأنهار الجليدية، التي أنشأتها الرابطة السويسرية لحماية المناخ ، والتي دفعت من أجل إنهاء الوقود الأحفوري من أجل إنقاذ الأنهار الجليدية في البلاد.

قال ماتياس هاس، عالم الجليد في ETH زيورخ والذي كان عضواً في المجلس الاستشاري العلمي لمبادرة الأنهار الجليدية

قال هاس لشبكة سي إن إن إن التسجيل القياسي للظواهر المناخية المتطرفة الأخيرة في سويسرا وفي جميع أنحاء العالم ، “يبدو أنها أقنعت العديد من المواطنين بأن تغير المناخ لم يعد شيئًا يلوح في الأفق ولكنه موجود بالفعل، والجميع متأثر به”.

كانت سويسرا تشعر بشكل متزايد بآثار أزمة المناخ. فقدت البلاد 6٪ من حجم أنهارها الجليدية بين عامي 2021 و 2022، وفقاً لتحليل أجرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخراً.