متابعة-جودت نصري
تؤثر العديد من العوامل على خطر إصابتك بسرطان المبيض، بما في ذلك عمرك، وصحتك العامة، وتاريخ عائلتك. ويحدث سرطان المبيض عادة عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 50-70 عاماً، ويحتلُّ هذا السرطان المرتبة الثانية من بين السرطانات الأكثر شيوعاً التي تُصيب النساء، لذلك يلجأ كثير من النساء لتناول حبوب منع الحمل لتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض. فهل هذا الأمر مفيد حقاً للوقاية؟.. الإجابة في الآتي:
حبوب منع الحمل قد تحميك من الإصابة بسرطان المبيض
يمكن أن يساعد استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل النساء في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض، وذلك وفق العديد من الأبحاث والدراسات التي أشارت إلى وجود علاقة بين حبوب منع الحمل وانخفاض معدلات الإصابة بسرطان المبيض. وقد وجد بحث جديد أن الإصدارات الأحدث من موانع الحمل الفموية يمكن أن توفر مزيداً من الحماية. حيث درس الباحثون تأثير الإصدارات الأحدث من حبوب منع الحمل على معدلات الإصابة بسرطان المبيض لدى الشابات.
وتبين أن الأشكال الأحدث من حبوب منع الحمل لم تكن مرتبطة فقط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض، ولكن الفوائد الوقائية كانت أكبر مع مدّة الاستخدام الأطول. ولاحظ الباحثون انخفاضاً في خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى المستخدمين الحاليين أو الجدد لوسائل منع الحمل الهرمونية مقارنة بالمستخدمين السابقين. وفحصت الدراسة بيانات ما يقرب من 1.9 مليون امرأة في الدنمارك تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً.
تمَّ تصنيف النساء في ثلاث فئات: فئة لم تستخدم حبوب منع الحمل مطلقاً، والفئة التي تستخدم حالياً الحبوب، والفئة الثالثة التي توقفت عن الاستخدام خلال الاثني عشر شهراً الماضية. وقد وجد الباحثون أن معدلات الإصابة بسرطان المبيض كانت الأعلى بين النساء اللائي لم يتناولن حبوب منع الحمل مطلقاً. وتبين أن النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل لديهن معدلات أقل من سرطان المبيض. ومن خلال النتائج التي توصل إليها الباحثون، فإنَّ موانع الحمل الهرمونية منعت ما يقرب من 21 في المائة من الإصابة بسرطان المبيض بين النساء اللائي تناولن حبوب منع الحمل.
دراسات سابقة حول سرطان المبيض
وجدت الأبحاث السابقة أن النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الفموية لديهن نسبة 30 إلى 50 في المائة أقل من خطر الإصابة بسرطان المبيض مقارنة بالنساء اللواتي لم يتناولن حبوب منع الحمل مطلقاً. وتزداد هذه الحماية مع مقدار الوقت الذي تتناول فيه المرأة حبوب منع الحمل. وتشير الدراسات السابقة على الأشكال القديمة من حبوب منع الحمل إلى أن هذه الميزة الوقائية يمكن أن تستمر حتى 30 عاماً بعد توقف المرأة عن تناول حبوب منع الحمل.
كيف تقلل حبوب منع الحمل من خطر سرطان المبيض؟
معظم حبوب منع الحمل عبارة عن أقراص مركّبة، وهي تركيبات معملية من الهرمونات تحاكي تلك التي يصنِّعها جسم المرأة. تعمل هذه الهرمونات والإستروجين والبروجسترون على منع المبايض من إطلاق البويضات ومنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضات. يبدأ خطر إصابتك بسرطان المبيض في الانخفاض بمجرد تناول حبوب منع الحمل المركّبة لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر. يستمر في النزول كلما طالت مدة تناولها. بشكل عام، تقلل حبوب منع الحمل من خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 30- 50%. يمكن أن يستمر هذا التأثير لمدة تصل إلى 30 عاماً بعد التوقف عن تناولها.
وسائل منع حمل أخرى تقي من سرطان المبيض
توفر أنواع أخرى من وسائل منع الحمل أيضاً هرمونات اصطناعية، وتشمل: الحلقة النسائية التي توضع في داخل المنطقة الحميمة، ولاصقة تحديد النسل التي توضع على الجلد. يقوم كل منهما بإيصال الإستروجين والبروجستين ببطء لمنع الحمل. ويعتقد العلماء أن هذه الوسائل والمنتجات تحمي من سرطان المبيض بنفس طريقة حبوب منع الحمل. هذا وتتوفر حقن DMPA (Depo-Provera)، وهي جرعة لمنع الحمل، ومكونها الرئيسي هو ديبو ميدروكسي بروجستيرون، وهو شكل من البروجسترون يصنّعه الجسم، تُحقن في الجلد، بوساطة الطبيب النسائي، تحديداً في أعلى ذراعك أو أردافك كل 3 أشهر، فتقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض، خاصة إذا تمّّ استخدامها لفترة تزيد على الـ3 سنوات. وبحسب الباحثين، لا تقلل طرق تحديد النسل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل من خطر الإصابة بسرطان المبيض فحسب، بل تقلل أيضاً من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.