أطلقت جمعية “دوائر” برنامج “شراكة” الذي تنفذه بالتعاون مع الإتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم وبتمويل من السفارة الهولندية، أمس الخميس، وذلك في أكاديمية رضا عنتر لكرة القدم.
وشارك في حفل الاطلاق كل من السفير الهولندي في لبنان هانس بيتر فان دير وود، ولاعب كرة القدم الهولندي العريق يوهان نيسكنز، الذي يعتبر من أعظم لاعبي خط الوسط الذي سجّل الهدف الافتتاحيّ في نهاية كأس العالم عام 1974، وهو أسرع هدف في تاريخ نهائي كأس العالم على الإطلاق.
وخلال حفل الإطلاق، قال السفير الهولندي: “نحن هنا للاحتفال بإطلاق برنامج وورلد كوشيز (WorldCoaches)الذي نفخر بشراكتنا فيه مع الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم وشريكه المحلي دوائر”. أضاف: “اعتبارًا من اليوم، ومع إطلاق المدربين العالميين في لبنان، ندعم برنامج كرة القدم الذي يسد الفجوة بين التعليم والعمل من خلال بناء المهارات”.
وقال إن “كرة القدم تساهم في تعزيز القيم والمهارات الحياتية مثل الاحترام المتبادل والتواصل والانضباط والتعاون. ويمكن نقل هذه المهارات إلى مجالات أخرى من الحياة، بما في ذلك التعليم والوظائف المستقبلية، وبالتالي تعزيز الآفاق الاقتصادية”. أضاف أن “كرة القدم قادرة على توحيد الناس من خلفيات ثقافية وعرقية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وكسر الصور النمطية وتعزيز التفاهم. والأمر ليس محصوراً بالذكور فحسب، بل يشمل الإناث أيضاً”، لافتاً إلى أن 40 في المائة من المشاركين في المشروع فتيات”. وأوضح أن “WorldCoaches تساهم في تمكين الفتيات والنساء. ويمكن أن يصبحن قدوة ويلهمن الفتيات الأخريات لتحقيق أحلامهن وكسر الحواجز”.
ورأى أن كرة القدم هي بمثابة منصة للمشاركة المجتمعية والعمل التطوعي، ما يساهم في تعزيز الشعور بالمسؤولية المجتمعية، ويمكن أن تساعد في تحديد اللاعبين الموهوبين الذين قد يكون لديهم القدرة على ممارسة اللعبة كمهنة احترافية، ويتبعون خطى يوهان نيسكنز”. وختم حديثه قائلاً: “من خلال التعاون وبناء الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة، والتركيز على المهارات المتعلقة بالقيادة الشخصية، يمكننا خلق مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للجميع”.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لجمعية “دوائر” لمى العوض، إن “هذا البرنامج يستخدم الرياضة وكرة القدم كلعبة شعبية لتعزيز التماسك الاجتماعي. تضيف أنه “عادة ما ترتكز الألعاب الرياضية على مبدأ التنافس. لكن في هذا البرنامج، نركز من خلال لعبة كرة القدم على تعزيز روح الفريق ومساعدة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و30 عاماً على حل الخلافات وبناء قدراتهم وتعزيز روح القيادة، كما نعمل على حماية الأطفال. هذه المبادئ والمهارات تصب في صلب مبادئ وعمل جمعية دوائر. في هذا الإطار، نسعى إلى أن يستفيد من هذا البرنامج أكبر عدد ممكن من الشبان والشابات. لذلك، نعمل بالشراكة مع البلديات والمجتمع المدني”.
ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين الرؤية الاقتصادية والمشاركة المدنية بين الأطفال والشباب المهمشين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و30 عاماً من خلال مشاركتهم وتمكينهم في البرامج الرياضية المحليّة التي تعمل على تطوير المهارات الحياتية في ما يتعلّق بقابلية التوظيف والقيادة والمشاركة.
ويعتمد البرنامج على الخبرة الدوليّة للاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم ويرتكز على تدريب الأطفال والشباب الذين لديهم/ن وصول محدود لفرص بناء القدرات والنشاطات الرياضيّة، ليصبحوا مدربي كرة قدم في مجتمعاتهم المحليّة، قادرين على العمل كمدربين محليين، بالإضافة إلى جعلهم قدوة يحتذى بها في بيئتهم الاجتماعيّة المباشرة من خلال دورهم الأساسيّ في إلهام الأطفال وتدريبهم في ما يختصّ بنموّهم الرياضي والاجتماعي.
كما يعمل على بناء قدرات الشباب والأطفال في المناطق المهمّشة من خلال مشاركتهم/ن في الرياضة وتطوير مهاراتهم/ن الشخصيّة والحياتيّة والوظيفية وتعزيز توقّعاهم/ن نحو مستقبل أفضل.
يُشار إلى أنه تم اختيار الشباب من خلال شراكات مع مختلف المنظمات المحلية التي تعمل مع الفئات المهمشة، وعادة ما يكون لها فرص محدودة لحضور مثل هذه الدورات التدريبية. ويمكن لهذه المجموعات أن تستخدم رياضة ومنهجية كرة القدم والمهارات الحياتية للأطفال والشباب الذين يعملون معهم/ن في مجتمعاتهم/ن لخلق نموذج مستدام يتم فيه تزويد الشباب بفرص التدريب التي سينفذونها في منظماتهم/ن أو مجتمعاتهم/ن لتعليم الأطفال مهارات حياتية مهمة.
“دوائر” منظّمة غير حكوميّة لا تبغي الربح، تأسّست في عام 2015 من قبل مجموعة من الناشطات المتحمّسات والراغبات في الوصول إلى تحقيق مجتمع سليم وديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ويعمل من أجل السلام ويتيح لمواطنيه ولمواطناته ممارسة معتقداتهم/ن بحرّية. يستعين أعضاء “دوائر” بخبراتهم/ن المتنوّعة والكبيرة بهدف تحقيق مهمّتهم/ن، ويسعون إلى تبادل الخبرات على المستويات المحلّية والإقليميّة والدوليّة.
تهدف “دوائر” للوصول إلى مجتمع يسوده السلام، حيث الأطفال والشباب مواطنون/ات مسؤولون/ات، قادرون/ات على التفكير بشكل نقدي، ولديهم/ن القدرة على حماية أنفسهم/ن من العنف.