ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولة والصين، والتي تعززت بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بكين.
و تحت عنوان “شراكة شاملة” قالت صحيفة الاتحاد: “إن 16 اتفاقية وقعها الجانبان الإماراتي والصيني خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، تمثل انطلاقة أعمق لتطوير العلاقات الاقتصادية في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والطاقة المتجددة”.
وأضافت الصحيفة: “أنه كان لزيارة سموه وقع إيجابي خاص تحديداً في مجال التعاون الاقتصادي، وتأكيداته بفتح الدولة أبوابها للاستثمارات الصينية، وحرصها على تذليل أي عقبة أمام هذه الاستثمارات، إلى جانب اكتشاف فرص التعاون لتعزيز الشراكة الناجحة بين البلدين ونقلها إلى فضاءات أوسع، تنعكس آثارها على شعبي البلدين الصديقين.
و لفتت إلى أن المميزات الاستثمارية في الإمارات وعلى رأسها الاستقرار والأمن، تم إبرازها في المنتدى الاقتصادي الإماراتي الصيني الذي عقد في بكين، أمام طيف واسع من المؤسسات والشركات الصينية التي ترى في الإمارات نموذجاً تنموياً في المنطقة ومقاماً لمشاريعها الناجحة.
و اكدت صحيفة الاتحاد في ختام افتتاحيتها أن هذه الزيارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ستدفع بالعلاقات الاقتصادية بلا شك إلى مستويات متقدمة، استناداً إلى رغبة البلدين الصادقة، واعتماداً على موقع الإمارات الاستراتيجي، وبنيتها التحتية العصرية، وقدراتها اللوجستية المتطوِّرة، وعلاقاتها التجارية المتنوعة والواسعة مع مختلف دول العالم، ودورها المسؤول في سوق الطاقة العالمي، ما جعلها طرفاً فاعلاً في مبادرة الحزام والطريق ومحطة أساسية فيها.
من جانبها أكدت صحيفة البيان في افتتاحيتها بعنوان “شراكة استراتيجية شاملة” أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة هي أعلى مستويات العلاقات بين الدول، وهو المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة الإمارات العام الماضي 2018، هذه الزيارة التي ارتقت بالشراكة الاستراتيجية التي كانت قائمة منذ عام 2012 بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة؛ وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء زيارته الحالية للصين،حيث وصف سموه زيارة الرئيس الصيني للإمارات بأنها كانت بمنزلة تتويج لمسار طويل وناجح من التعاون، الذي أثمر شراكات رائدة في المجالات المختلفة، مؤكداً سموه أن تطوير العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة يمثل توجهاً استراتيجياً لدولة الإمارات التي ستعمل على تعزيز هذا التوجه ودعمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين الإمارات والصين التي تأسست عام 1984، رغم حداثتها، إلا أنها أثمرت في سنوات قليلة شراكة استراتيجية شاملة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها، هذه النقلات، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «كانت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى».
وكتبت صحيفة البيان بختام افتتاحيتها: “أنه بحفاوة بالغة استقبلت الصين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأكد زعيمها شي جين بينغ أن زيارة سموه تعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى فتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات”.
و بدورها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان “حرفياً..علاقة الكبار”: “إن علاقة الكبار حرفياً وبالضبط هذه العلاقة بين دولة الإمارات والصين، ولأن كلاً من البلدين الصديقين ينتمي إلى حاضر كأنه مستقبل ومستقبل كأنه حاضر، فإن تعزيز العلاقة مستمر عبر خطوات مستمرة، وعبر جهود متعاظمة قام بها في خلال السنوات الأخيرة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..و الزيارات المتبادلة مكثفة منذ زمن، فيما القيادة الصينية متمثلة خصوصاً في الرئيس شي جين بينج على الخط نفسه، ومتى اتضحت الأهداف إلى هذا الحد، فمصلحة الشعبين الشقيقين متحققة، فهناك من يتابعها ويدعمها ويحميها”.
وأضافت الصحيفة ان زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الصين أبعد من تتويج لمرحلة معتبرة من اللقاءات والقرار والمشاريع، كما هي أبعد من إشارة سريعة لغد يأتي سريعاً.. التعاون الاستراتيجي عنوان وجوهر محادثات القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني، ويلفت النظر ونحن بصدد مستقبل مشترك يدنو شيئاً فشيئاً، ويتحقق حلماً فحلماً، أن الصين تحتفل بمرور 70 عاماً على تأسيس الجمهورية، فيما تحتفل بلادنا بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة وقيام الاتحاد بعد نحو عامين، في 2021.احتفالهم كاحتفالنا حفلة تأمل في التجربة، وانطلاقة جديدة نحو المستقبل.
و تابعت: “أنه على طريق المستقبل تلتقي الإمارات والصين، وتؤسسان للمعنى معاً في أفق «الحزام والطريق»، وأبعد وأبعد.. ونجاح الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يضع الشراكة الاستراتيجية في واجهة رهانات جديدة بين كل التزام والتزام، وها هي مؤسسات الدولتين الصديقتين تشتغل معاً على نسج غد الاقتصاد والتنمية السياسية والثقافية، بينما تلتحق نخبة من أطفال الإمارات في مدارس تعلم اللغة الصينية والحضارة الصينية”.
وشددت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها على أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد التاريخية تأكيد على إصرار كانت من نتائجه الصين الحديثة والإمارات الحديثة، وفي منتصف المشهد إمارات الهوية والأصالة، إمارات زايد الخير، وخليفة، ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد، وشعب الإمارات الكريم العزيز.
من ناحيتها قالت صحيفة الوطن، في افتتاحيتها، بعنوان “قمة بكين.. ترسخ الشراكة الشاملة”: “عندما تكون القمة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، فإنها تختصر كل الدلالات من ناحية حجم النتائج وما تؤسس له سواء حاضراً أو ضمن الاستعدادات للمستقبل، فالعلاقات اكتسبت شراكة استراتيجية شاملة لإرضاء طموحات البلدين الصديقين نحو المزيد من الارتقاء بها لتحقيق الأهداف الكبرى للدولتين وشعبيهما”.
وأوضحت أن عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين، وحجم التجارة غير النفطية، يرسخ مكانة الإمارات كأكبر شريك تجاري للصين في المنطقة، ويعطي دلالة تامة على التقدم الذي تمثله العلاقات المبنية على حرص مشترك في مواصلة دعمها وتعزيزها وشمولها لأكبر عدد من القطاعات بما فيها الثقافية والأدبية التي تنطلق من رغبة حقيقية لبناء علاقات إنسانية وفكرية بين الجانبين تكون كفيلة بتقوية جسور التلاقي الراسخة تاريخياً مثل السياسة والاقتصاد، لتنسحب على الجوانب الثانية كالعلمية والتكنولوجية وما يتعلق منها بأعقد العلوم.
وأضافت أن قمة بكين قمة الكبار، وقمة التعاون الذي لا يعرف الحدود، وقمة تجسيد قوة العلاقات وتطابق الرؤى والأفكار، وقمة لزعيمين يجيدان جيداً صناعة تاريخ مشترك بين دولتين تشهدان علاقات استراتيجية شاملة قربت المسافات وأكدت أن هناك الكثير من التوافقات التي تعزز جسور التلاقي والتعاون لتكون كفيلة بالتغلب على المسافات الشاسعة بمفهومها الجغرافي المتعارف عليه.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحياتها: “قمة بكين محطة مفصلية في مسيرة تاريخية من علاقات التعاون والاحترام بين البلدين، وسوف تكون لها نتائج كبرى تعزز الجهود والمساعي للدفع بالاستراتيجيات إلى المدى الأقصى”.