متابعة-جودت نصري
التوتر والقلق من أبرز أمراض العصر الحالي؛ فمع إيقاع الحياة السريع والضغوط اليومية التي لا حصر لها، يعاني الكثيرون من الضغط العصبي المستمر، ما يُسبب أمراضاً واضطرابات نفسية عديدة مثل التوتر والقلق والاكتئاب. عندما ترتفع مستويات هرمون التوتر ، الكورتيزول، تتأثر الحالة المزاجية والصحة بشكل متكرر، ويمكن أن يساعد تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي في التحكم في مستويات هذا الهرمون، ولكن غالباً ما تكون هناك حاجة إلى دعم إضافي مثل تناول الفيتامينات المُعززة، إذ يمكن أن تزيد الفيتامينات من الطاقة وتوازن مستويات الناقل العصبي وتحسن الأداء المعرفي وتنظم الحالة المزاجية. وتعمل الفيتامينات على تعزيز الجهاز المناعي وإدارة الحالة المزاجية وسد الفجوات الغذائية، علماً بأن الجسم ينتج بعض الفيتامينات بشكل طبيعي، ولكن يجب أن يُستهلك البعض الآخر من خلال النظام الغذائي، أو المكملات. ولعل أبرز الفيتامينات المُهدئة للأعصاب هي فيتامين بي B المركب وفيتامين إي E وفيتامين سي C، التي تساعد في تهدئة الأعصاب بشكل كبير.
1- فيتامين بي B المركب
يحتوي فيتامين بي B المركب على جميع فيتامينات بي الثمانية، وفيتامينات بي قابلة للذوبان في الماء ويجب تناولها يومياً، بينما تؤثر هذه الفيتامينات في مستويات الطاقة والأداء المعرفي والمزاج، كما تعمل فيتامينات بي بشكل أفضل عندما يتم دمجها مع أدوية القلق أو الاكتئاب.
2- فيتامين إي E
فيتامين إي E هو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، وتعمل مضادات الأكسدة على تقليل عدد الجذور الحرة في الجسم، حيث يمكن أن تؤدي المستويات العالية من ih إلى الإجهاد التأكسدي، بينما يرتبط الإجهاد التأكسدي بالاكتئاب واضطرابات القلق. وفي أوقات التوتر والقلق يستهلك الجسم كميات كبيرة من فيتامين إي ، ولكن الجرعات اليومية يمكن أن تساعد في استعادة التوازن وزيادة الشعور بالهدوء.
3- فيتامين سي C
فيتامين ج هو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، ويعمل فيتامين سي على تطهير الجسم من الكورتيزول الزائد الناتج في أوقات التوتر، إذ غالباً ما يؤدي انخفاض الكورتيزول إلى انخفاض الشعور بالتوتر والقلق، كما يمنع فيتامين سي أيضاً مستويات السكر في الدم من الارتفاع الشديد خلال المواقف العصيبة، ففي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم، تصبح القدرة على التفكير بوضوح أكثر صعوبة.
4- فيتامين دي D
وفقاً لدراسة مراجعة أجريت عام 2015، فإن الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق أو الاكتئاب لديهم في بعض الأحيان مستويات منخفضة من الكالسيديول (أو الكالسيفيديول)، الذي يتم إنتاجه عندما ينخفض فيتامين دي D في الجسم، ونظراً إلى أن القليل جداً من الأطعمة النباتية تحتوي على فيتامين دي، فإن تناول المكملات الغذائية وقضاء المزيد من الوقت في الشمس وتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل يمكن أن يزيد من مستويات هذا الفيتامين، ما يساعد في التخلص من أعراض القلق.
5- فيتامين بي 9 (حمض الفوليك) وبي 12 (كوبالامين)
يُعتقد أن كلاً من الفيتامينين B9 و B12 يعالج أعراض القلق بشكل فعّال، إذ لحمض الفوليك العديد من الاستخدامات في الجسم، وقد تمَّ ربط نقص فيتامين بي 9 بمستويات أعلى من القلق والاكتئاب، لذلك عند تناولها مع فيتامين بي 12، تساعد فيتامينات بي على استقلاب السيروتونين، وهو عنصر فعّال ومهم للغاية في تنظيم الحالة المزاجية. ويعتبر فيتامين بي 12 من المغذيات الدقيقة المهمة للجهاز العصبي والدماغ وغالباً ما يستخدم لعلاج القلق، كما يساعد على ضمان الوظيفة الطبيعية لأعصابكِ، ما يساعد في مكافحة الأعراض الجسدية للقلق. وقد يعاني الشخص المصاب بنقص في فيتامين بي 12 من مشاعر قلق متزايدة وأعراض نفسية محتملة أخرى.
6- هيدروكسيتريبتوفان
Hydroxytyptophan (5-HTP) هو ناقل عصبي ينتجه الجسم بشكل طبيعي، إذ يستخدم الجسم 5-HTP لإنتاج السيروتونين، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن السعادة. فيما يسير القلق ومستويات السيروتونين جنباً إلى جنب، فغالباً ما يؤدي القلق المتزايد إلى زيادة مستويات التوتر، وانخفاض مستوى السيروتونين في الجسم، لذلك هناك حاجة إلى تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هيدروكسيتريبتوفان لإنتاج المزيد من السيروتونين.