متابعة-جودت نصري
من مظهرها الأحمر الذي يشبه الطفح الجلدي، إلى الحكة المستمرة وليالي من عدم النوم الكافي، إلى الآثار التي قد تبقى لأيام طويلة.. «الإكزيما» هي تحدٍ شاق لتحقيق الصحة الجسدية المتوازنة، وعلى الرغم من أسبابها المتعددة، بات يُشاع مؤخراً أنّ هذه الحالات ذات ارتباط وثيق بالحالة النفسية للفرد.
ترابط بين الإكزيما والتوتر
للإكزيما عده أنواع بحسب المسببات، فمنها الوراثية (التاتبيه) ومسبباتها داخلية من جسم الإنسان، ومنها الإكزيما الناتجة عن تلامس مواد خارجيه وتعرف بالحساسية أو الإكزيما العصبية، وهي المرتبطة غالباً بالحالة النفسية، وجميعها ذات أعراض تتسم بالحكة الشديدة المسببة لإحراج الشخص المصاب، وبالتأكيد أنّ التوتر والقلق النفسي يزيدان من فرصة الإصابة بالحكة والهرش لمناطق الجسم المصابة بالإكزيما، ما يتسبب بتهيج أعراضها ويزيد من شدتها، والعكس صحيح أيضاً، حيث أنّ أعراض الإكزيما تسبب أيضاً تدهوراً في الصحة النفسية والنشاط، وجزء من العلاج هو استخدام الكريمات والحبوب ضد الحكة، وكذلك الابتعاد عن التوتر.
لايوجد علاج نهائي حتى الآن
الإكزيما العصبية مرتبطة بالعوامل النفسية، وهي تُعرف بأنّها أنها التهاب جلدي يبدأ بحكة نتيجة سماكة الجلد، وغالباً ما يتمركز ظهورها في الجسم في مناطق معينه مثل الذراعين، الساقين، مؤخرة الرقبة، الأذنين، الفخذ، مناطق الصدر، المناطق الشرجية، الأعضاء التناسلية يُلاحظ الشخص المصاب بالأكزيما العصبية، العديد من العلامات والأعراض مثل الحكة، إذ يسبب التهاب الجلد العصبي حكة على سطح الجسم خلافًا للإكزيما العادية أو الصدفية، كذلك الألم، وظهور رقعة خشنة حمراء تميل إلى اللون البنفسجي عندما يستمر الشخص في خدش أو حك تلك المنطقة، وتساقط الشعر عند الاستمرار في حك فروة الرأس، وللأسف لا يوجد علاج يقضي على هذا النوع من الإكزيما بشكل نهائي حتى اليوم، إذ تهدف العلاجات المتوافرة إلى التخفيف من الحكة أو منع ظهور أي مضاعفات قد تؤدي إلى سوء الحالة فقط.
المصابون بالإكزيما أكثر عرضة للاكتئاب!
وفقًا للجمعية الوطنية للإكزيما National Eczema Association، يكون الإجهاد أحياناً سبباً للإكزيما، إذ يعاني بعض الأشخاص من تفاقم الأعراض عندما يشعرون بالتوتر، والعكس أيضاً يشعر البعض الآخر بالتوتر بسبب الإكزيما، ما يؤدي إلى تفاقم أعراضها. والنتيجة هي حلقة من القلق وأعراض الإكزيما، كما وجدت الجمعية أنّ أكثر من30 % من المصابين يعيشون مع الاكتئاب أو القلق أو كليهما، فالأشخاص المصابون بأمراض الجلد الالتهابية مثل الإكزيما أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية، ووفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية، إذا عانى الشخص من بعض هذه الأعراض لمدة أسبوعين أو أكثر، فقد يكون مصاباً بالاكتئاب ويجب عليه استشارة مقدم الرعاية الصحية، والأعراض هي:
الشعور بالحزن والفراغ أو القلق.
الشعور باليأس.
فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة الأخرى.
انخفاض الطاقة والشعور بالتعب في كثير من الأحيان.
صعوبة في التركيز.
الأرق وعدم القدرة على الجلوس.
مشاكل النوم.
تغير الوزن.
التفكير بالموت أو الانتحار.
دور جهاز المناعة والتوتر
Medical News Today المنصة العالمية المختصة بالبحوث الطبية، ذكرت أنّ الخبراء توصلوا إلى أنّ الإكزيما حالة معقدة، والباحثين غير متأكدين من أسبابها ويعتقدون أن الأمور الآتية قد تلعب دوراً مهماً، وهي:
جهاز المناعة والتوتر.
التاريخ عائلي للإصابة بالإكزيما أو حمى القش أو الربو أو الحساسية.
التعرض للهواء البارد والجاف باستمرار.
الأصباغ والعطور في المستحضرات والصابون.
العفن ووبر الحيوانات والغبار وحبوب اللقاح وبعض الأطعمة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية.
المواد الكيميائية المهيجة أو المواد الخشنة، مثل الصوف.
الدكتورة ابتسام فيدة: أعراض الإكزيما تسبب تدهوراً في الصحة النفسية والنشاط
أهم طرق العلاج
تطرقت المنصة إلى بعضٌ من أبرز آليات العلاج في تخفيف التوتر الذي قد يسبق أو يلي الإصابة بالأكزيما، وهي:
-استخدام تقنيات الاسترخاء
قد يساعد التأمل الموجه أو اليوجا أو المشي في الطبيعة أو الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو الخبز أو الحياكة الشخص على الاسترخاء.
-ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة الرياضة هي واحدة من أفضل الطرق لإدارة التوتر، إذ ربط الباحثون آثار رفع الحالة المزاجية للتمارين الرياضية بإفراز هرمونات ونواقل عصبية معينة، ويجب على الشخص المصاب بالأكزيما أن يغتسل بالماء البارد أو الفاتر وأن يغير ملابسه بعد التمرين.
-تحسين جودة النوم
النوم في غرفة نوم مريحة وهادئة، والاستحمام بماء دافئ قبل النوم، وتجنب الكافيين والكحول، قبل النوم قد يساعد في تحسين نوعية النوم والتخفيف من حدة أعراض الإكزيما.
-البحث عن مجموعات الدعم
من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، أو التواصل مع الجهات المعنية التي قد تزود الفرد بإحدى تلك المجموعات من المصابين الذين يتشاركون تجاربهم.
تغيير الروتين
قد يكون الشخص قادراً على الحد من أعراض الإكزيما عن طريق إجراء بعض التغييرات على روتينه، ويشمل ذلك استخدام منتجات البشرة الخالية من العطور، الترطيب بعد الاستحمام، استخدام الماء الفاتر وليس الساخن، ارتداء الملابس الفضفاضة والقطنية المريحة وتجنب الصوف، كذلك الابتعاد عن درجات الحرارة الشديدة، وأخيراً استخدام منظفات للملابس والفراش الخالية من العطور.