أثبتت فترة الوباء الماضية التي شهدها العالم مدى فعالية البرمجيات في صناعة الرعاية الصحية، وكيف أنها أصبحت من الأمور المهمة والتي لا غنى عنها في مجال الرعاية الصحية، لقد رأينا وتابعنا كيف تحولت المستشفيات، والخدمات الطبية إلى التطبيقات التكنولوجية لتسهيل التشخيص والعلاج وإدارة المرضى بشكل دقيق وعلمي وسهل.
في غضون ست سنوات فقط، من المتوقع أن ينمو السوق العالمي لبرمجيات الرعاية الصحية المختلفة بنسبة 30٪، ليقفز من 21 مليار دولار أمريكي في عام 2018 إلى 32 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024، ومن المتوقع أن يصل سوق برمجيات مؤسسات الرعاية الصحية وحده إلى 8.2 مليار دولار أمريكي بنهاية 2023، أي أكثر من ضعف قيمته في ست سنوات.[1]
ما هي برمجيات الرعاية الصحية؟
تُعَرِّف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية برمجيات الرعاية الصحية بأنها تلك التطبيقات المحمولة التي تعمل على الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال الأخرى، والتي تمكن المستهلكين من إدارة صحتهم وعافيتهم، وتساعد المتخصصين في الرعاية الصحية على تحسين وتسهيل رعاية المرضى.[2]
وغالبًا ما يتم تطوير حلول برامج الرعاية الصحية والطبية للمحاكاة والتدريب الطبي والبحث والتشخيص وتخزين.
ما هي أنواع برمجيات الرعاية الصحية؟
تتكون برمجيات الرعاية الصحية بشكل عام من حلول B2B التي تساعد المؤسسات الطبية في إدارة عملياتها، حيث يتم استخدامها من قبل المستشفيات والمراكز الطبية ومقدمي الرعاية الصحية، من أجل إدارة البيانات فضلًا عن جدولة لأنشطة.
وتعمل تلك البرمجيات بصفة عامة على تبسيط المهام اليومية وتحسينها، وتحسين الكفاءة، وضمان تعزيز تجربة المريض بشكل عام، وفيما يلي بعض البرمجيات الأكثر شيوعًا لخيارات الرعاية الصحية المستخدمة اليوم.[3].
– برمجيات جدولة الرعاية الصحية
وعن طريقه تتم أتمتة تذكيرات المواعيد، وإجراء المتابعات، وتقديم تقويمات رقمية حيث يمكن للمرضى اختيار تواريخهم، فضلًا عن تخصيص أسرة المرضى، وإدارة نوبات الموظفين، وإدارة العمليات الجراحية.
– برمجيات الفواتير الطبية
تساعد هذه البرمجيات في إصدار فاتورة للمرضى، ومطالبات المؤسسات من مزودي التأمين الطبي، والاحتفاظ بسجل دقيق للمعاملات المالية، وهو برمجيات توفر التكاليف الإدارية
– برامج إشراك المرضى
يتكون برنامج إشراك المرضى من حلول رقمية تسمح للمستشفيات والمراكز الطبية بالحفاظ على التواصل الفعال مع عملائها.
– أنظمة التطبيب عن بعد
تساعد هذه البرمجيات على الوصول إلى المرضى البعيدين جدا عن السفر إليهم، وتوفير الوقت من خلال عدم الاضطرار إلى انتظار المرضى المتأخرين، وتقصير قائمة انتظار المرضى، حيث تميل الاستشارات عبر الإنترنت أو عبر الهاتف إلى أن تكون أقصر من التفاعلات الواقعية الفردية
– برامج التشخيص
وهي مجموعة تطبيقات تسمح للأطباء المتخصصين بالحصول على رؤية أكثر شمولية لحالة المريض باستخدام ميزات مشاركة البيانات الآلية للتشاور مع مختلف المتخصصين الطبيين، وعن طريقها يتم تحسين اكتشاف الأعراض، وخفض أوقات العلاج والتكاليف عن طريق أتمتة العمليات.
ما هي فوائد استخدام البرمجيات في صناعة الرعاية الصحية في الخليج العربي
هناك العديد من الفوائد لاستخدام البرمجيات في صناعة الرعاية الصحية في الخليج العربي نذكر منها:
1. تحسين رعاية المرضى
يمكن أن تساعد برمجيات الرعاية الصحية الأطباء والممرضات في الوصول بسهولة إلى معلومات المريض، بما في ذلك التاريخ الطبي ونتائج الاختبارات، والتي يمكن أن تساعدهم في تقديم رعاية أكثر دقة وفي الوقت المنسب.
2. تحسين الاتصال
تساعد برمجيات الرعاية الصحية في تحسين الاتصال بين مقدمي الرعاية الصحية، مما قد يؤدي إلى تنسيق أفضل للرعاية واستخدام أكثر كفاءة للموارد.
3. الأتمتة وزيادة الكفاءة
تُسَهِّل برمجيات الرعاية الصحية أتمتة العديد من المهام، مثل جدولة المواعيد والوصفات الإلكترونية وطلب الاختبارات المعملية، مما يوفر الوقت لمقدمي الرعاية الصحية للتركيز على رعاية المرضى.
4. تقليل الأخطاء
من خلال أتمتة العديد من المهام، يمكن لبرمجيات الرعاية الصحية تقليل مخاطر الأخطاء وتحسين الجودة الشاملة للرعاية.
5. إدارة أفضل للبيانات
تساعد برمجيات الرعاية الصحية في جمع البيانات وتخزينها وتحليلها، مما يساعد على تحديد الأنماط والاتجاهات التي يمكن استخدامها لتحسين الرعاية.
6. تحسين مشاركة المريض
تشتمل العديد من برمجيات الرعاية الصحية على منصات للمرضى، تتيح لهم الوصول إلى سجلاتهم الصحية، والتواصل مع مقدمي الرعاية الصحية. الأمر الذي يساعد في تحسين مشاركة المريض وجعل المرضى أكثر نشاطًا.
7. زيادة الكفاءة التشغيلية
تؤدي أتمتة العديد من المهام وتبسيط العديد من العمليات إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف.
8. الاستشارات عن بعد
بمساعدة برمجيات التطبيب عن بعد، يمكن للأطباء إجراء استشارات افتراضية مع المرضى، والتي يمكن أن تساعد في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، لا سيما في المناطق النائية أو المحرومة.
9. الاستفادة من السجلات الصحية الإلكترونية
تسمح برمجيات السجلات الصحية الإلكترونية لمقدمي الرعاية الصحية بتخزين السجلات الطبية للمريض إلكترونيًا، مما يساعد على تحسين أمان البيانات، وتقليل مخاطر الأخطاء، وتسهيل وصول مقدمي الرعاية الصحية إلى معلومات المريض.
10. تحسين إدارة المخزون
عن طريق تتبع مستويات المخزون وإعادة ترتيب الإمدادات حسب الحاجة، مما يمكن أن يساعد في تحسين الكفاءة العامة لمرافق الرعاية الصحية.
11. تحسين الفوترة والترميز
تساعد برمجيات الرعاية الصحية في أتمتة عملية الفوترة والتشفير، والتي يمكن أن تساعد في تحسين إدارة دورة الإيرادات وتقليل التكاليف الإدارية.
12. التحليلات التنبؤية
تتضمن بعض برمجيات الرعاية الصحية أدوات التحليلات التنبؤية، والتي يمكن أن تساعد في تحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية لظروف معينة، واستهداف تدابير الرعاية الوقائية التي يمكن أن تحسن نتائج المرضى وتقلل من تكاليف الرعاية الصحية.
13. تقليل الأعمال الورقية
تتضاءل الأعمال الورقية المفرطة وتسمح لمقدمي الرعاية الصحية باستثمار المزيد من الوقت في الرعاية الصحية الأولية وعلاجات المرضى.[4]
14. الأمن السيبراني
مع زيادة استخدام التكنولوجيا في الرعاية الصحية، أصبح الأمن السيبراني أكثر أهمية، ويمكن لبرامج الرعاية الصحية أن تساعد في تحسين الأمن السيبراني وحماية معلومات المريض الحساسة.
بصفة عامة يمكن أن تساعد برمجيات الرعاية الصحية في تحسين الكفاءة العامة لمقدمي الرعاية الصحية، وتحسين رعاية المرضى، ومع تزايد اعتماد التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية، من المتوقع أن يستمر استخدام برمجيات الرعاية الصحية في الخليج العربي في النمو في المستقبل القريب.
